أثار خروج الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من مستشفى والتر ريد العسكرى بعد ثلاثة أيام فقط من دخوله إثر الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا، حالة من الجدل بشأن ما إذا كان القائد العام الأمريكى قد تعافى بشكل كامل من كوفيد 19، وما إذا كانت عودته إلى البيت الأبيض قد تسبب خطرا للموجودين به.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن ترامب عاد إلى البيت الأبيض من المستشفى، وقال إنه تعافى من كورونا وأن الناس لا ينبغى أن تخشى من المرض، رغم أنه قتل أكثر من 209 آلاف أمريكى.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات ترامب قبل ساعات قليلة من مغادرته المستشفى قللت مرة أخرى من خطورة فيروس كورونا، وجاءت على الرغم من الأدلة على أن قرارات البيت الأبيض لعدم الاستجابة لتوجيهات الصحة العامة والانخراط فى ممارسات تم اعتبارها بأنها متهورة، كانت لها تداعيات كبرى، حيث أصيب أكثر من عشرة مسئولين بالبيت الأبيض بكورونا فى الأيام الأخيرة، وكان آخرهم المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلى ماكنانى. وكان واحد من الأسئلة العديدة المطروحة بلا إجابة: كيف يمكن إدارة عودة رئيس مصاب بالعدوى لهذا الوضع بسلامة؟.
وقال طبيب ترامب شون كونلى إن حالة الرئيس تتحسن رغم أنه لم يتعاف تماما، وأوضح أنهم عملوا مع خبراء الأمراض المعدية للقيام ببعض التوصيات لإبقاء كل شىئ آمنا داخل البيت الأبيض.
ورفض كونلى الكشف عن الخطوات المحددة التى سيتم اتباعها لضمان بيئة آمنة فى المبنى الذى يمثل مقر إقامة شخصى ومكتب حكومى، فى الوقت الذى لا يزال فيه الرئيس مصابا بالعدوى، وهو الأمر الذى قد يستمر عدة أيام أخرى على الأقل.
من جانبه، كتب ترامب على تويتر يقول "لا تخشوا كوفيد، لا تدعوه يهيمن على حياتكم.. فقد طورنا فى ظل إدارة ترامب بعض الأدوية والمعرفة الرائعة حقا، أشعر أفضل الآن عما كنت عليه قبل 20 عاما".
ورأت واشنطن بوست أن تصريحه الذى بدا أنه يقلل من الوباء، وهو الشىء الذى فعله ترامب بشكل مستمر منذ ظهور كورونا كوباء فى وقت سابق هذا العام، قد أثار حالة من الاستنكار. فكتب السيناتور الديمقراطى روبرت مينديز على تويتر يقول " لا تخشوا؟ أتمنى أن يتوفر لكل أمريكى نفس الرعاية الصحية التى تحصل عليها، لكن هذا لا يحدث".
ومع عودته إلى البيت الأبيض، صعد ترامب السلم بدلا من استخدام المدخل المعتاد ووقف لالتقاط الصور، وقام بنزع كمامته ووضعها فى جيبه وواصل التلويح، ثم عاد ودخل المبنى.
وتقول واشنطن بوست إن ترامب أمضى يومى الأحد والاثنين يناقش حملته، والاستطلاعات والإعلان فى ولايات رئيسية وما يفعله منافسه الديمقراطى جو بايدن، وفقا لأشخاص تحدثوا مع الرئيس، وبدا مناقشته مع الأحد مع المسئولين حول متى يمكن ان يعود لنشاط حملته وكيف.
وقال مساعدون إنه يجرى إعداد غرفتى الخريطة والاستقبال الدبلوماسى كامأكن عمل لترامب فى البيت الأبيض، حيث اختار العديد من العاملين العمل من المنزل فى الأيام القادمة.
وحتى قبل عودة ترامب، أخلى العديد من المسئولين المبنى وسط تقارير مستمرة عن إصابة أعضاء بالكونجرس ومساعدين وزائرين وعاملين بمقر الإقامة بفيروس كورونا بعد قضائهم وقتا فى البيت الأبيض فى الأيام الأخيرة. ووصف أحد المسئولين الذى عمل بالجناح الغربى فى البيت الأبيض إن المكان تحول إلى مدينة أشباح تماما.
من جانبها، قالت شبكة "سى إن إن" إنه لا تزال هناك أسئلة عميقة حول الحالة الصحية للرئيس الذى عانى مرتين من انخفاض مستوى الأكسجين فى الدم بعد إصابته بكورونا. وأضافت أن سيل من المعلومات المضللة يحيط بحالته، بما فى ذلك وقت إصابته بمرضه. وأوضحت أن هذه المعلومات الصحية ضرورية لتحديد ما إذا كان الرئيس قد مضى فى واجباته الرسمية بينما يحتمل أن يكون معديا بكوفيد 19.