قال الكاتب الصحفى إيمانويل رازاڤي، مدير تحرير موقع "جلوبال جيو نيوز" الأوروبي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتبط ارتباطا وثيقا بجماعة الإخوان الإرهابية، مشيرا إلى أن تركيا لم تكن أبدا بلدا ديمقراطيا في عهد هذا الرئيس.
وأضاف "رازاڤي"، خلال المؤتمر الذي ينظمه مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس بعنوان "التدخلات التركية في الشرق الأوسط وأثرها على السلم العالمي" مساء اليوم الثلاثاء، أن أردوغان أصبح خطرا على المنطقة بأسرها بسبب ارتباطه ودعمه لجماعة الإخوان الإرهابية، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان كانت تمثل دولة داخل الدولة المصرية وكانوا يحاولون بشتى الطرق السيطرة على السلطة وإقامة الخلافة الإسلامية داخل مصر وهذه كانت سياسة رجب طيب أردوغان.
مدير تحرير جلوبال جيو نيوز الأوروبي
وأوضح أن أردوغان ضعيف على المستوى الداخلي، ويتضح ذلك الأمر خلال آخر 4 سنوات لأن الدولة التركية تشهد انقساما في الداخل بين مؤيد ومعارض، لأنه يسعى للتدخل والتسلل إلى أوروبا والتدخل في الشئون الداخلية للبلاد.
فيما قال الدكتور عبد الرحيم علي، رئيس المركز، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لديه خطة للتدخل في ليبيا عسكريًا والذى بدأها في أواخر عام 2019، بعد عقده لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بالتعاون المشترك بينه وبين حكومة السراج في نوفمبر 2019.
وأوضح عبد الرحيم علي، خلال كلمته، أن خطة أردوغان تهدف لتدمير خريطة ليبيا إلى الأبد.
جانب من الندوة التي يديرها عبد الرحيم على
وأضاف: "لكن ما هى أهداف أردوغان من التدخل في لييبا يجب أن نعرف أولًا وبشكل مبسط خريطة الوضع الليبي قبل تدخل أردوغان، وقد كان الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر والبرلمان بقيادة المستشار عقيلة صالح يسيطران جغرافيا على "83%" من ليبيا وكان الجيش الوطني قاب قوسين أو أدنى من دخول طرابلس وتوحيد البلاد".
وأوضح عبد الرحيم، أنه يجب أن لا نفصل بين التدخلات التركية في منطقة الشرق الأوسط وحلم أردوغان باستعادة جغرافيا الخلافة العثمانية باستخدام جماعات الإسلام السياسي وفى القلب منهم جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش.
وأضاف أنه لا نستطيع أيضا أن نفرق بين هذه التدخلات ومحاولة أردوغان عن طريق "الميلي دروس" (كتائب أردوغان في أوروبا) إقامة لمجتمعات أوروبية موالية تمامًا له ولحزب العدالة والتنمية في تركيا وحثهم بشكل دائم على عدم الاندماج في تلك المجتمعات والاحتفاظ بالآلية التركية في محاولة مجنونة تبدأ بالضغط على تلك المجتمعات وحكوماتها وتنتهى في خياله المريض باقتلاع تلك البلدان.
جانب من الندوة
وقال عبد الرحيم، إن التدخل المصري الحاسم جعل الاستعمار التركي يتراجع عن خططه لتدمير خريطة ليبيا وإلى الأبد، مشيرا إلى أنه قد وضح وقتها مدى جدية الموقف المصري في مواجهة أى محاولة لتغيير خريطة ليبيا جغرافيا على الأرض بواسطة مرتزقة أردوغان المتحالفين مع حكومة الوفاق.
وأضاف أن هناك 7 أهداف لتركيا من التدخل في ليبيا وهي:
أولًا: ضمان حصة من الطاقة الليبية لأن تركيا تستورد بما يعادل 50 مليار دولار مواد خاصة بالطاقة.
ثانيًا: ضمان حصة كبيرة من أبار الغاز في البحر المتوسط من خلال اتفاقية ترسيم الحدود بينه وبين حكومة الوفاق (حيث يوجد هناك 100 مليون متر مكعب من الغاز) يقدرون بما يعادل (700 مليار دولار) تحارب تركيا أن يكون لها حصة الأسد فيها على حساب كلا من مصر واليونان وقبرص.
ثالثًا: ضمان حصة تركيا من حصة إعادة الإعمار في ليبيا خاصة أن المقاومين الأتراك قد وقعوا في 2010، 2011 عقود بما يعادل 28.9 مليار دولار.
رابعا: حل أزمة الليرة التركية عقب قروض بدون فوائد محولة من البنك المركزى الليبي إلى البنك المركزى التركي وصلت خلال هذا العام إلى 4 مليارات دولار.
خامسًا: محاولة استرجاع ما سمي بالربيع العربي والتدخل في شئون دول الجوار (مصر – تونس – الجزائر) في محاولة للدفع بتنظيم الإخوان إلى صدارة المشهد مرة أخرى عبر إشاعة الفوضى في تلك البلدان.
سادسًا: القرب من مصر (الغريم التاريخى لتركيا والمنافس الوحيد له في المنطقة) ومحاولة التدخل في شئونها عبر الدفع بميليشياته المتطرفة عبر الحدود الغربية لاشاعه الفوضى في مصر.
سابعًا: خلق وضع مميز لتركيا في مواجهة أوروبا عبر سيطرة أردوغان على ملفات المهاجرين والإرهابيين ووجود تلك الحشود الخطيرة في مقابلة شواطئ أوروبا من الجهة الأخرى.
الأمر الذى يجعل الإرهاب ورقة سهلة الاستخدام بالنسبة لأردوغان إذا حاول الأوروبيون لى ذراعه للتراجع عن مخططاته.
عبد الرحيم على يشرح التدخلات العسكرية التركية في ليبيا
وفي السياق نفسه، قال الكاتب الصحفي الفرنسي إيڤ تريار، مدير تحرير صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصبح واضحا لدي الجميع بأن لديه خطط مستقبلية لغزو عدد من الدول ويعتبر نفسه سلطان.
وأضاف تريار، خلال كلمته في المؤتمر، أن أردوغان يريد أن يتدخل في جبهات مختلفة حتي يظهر أمام العالم بأنه زعيم كبير، ويريد أن يغزو الدول.
مدير تحرير لو فيجارو الفرنسية
وأوضح الكاتب الفرنسي، أن أردوغات لديه أطماع توسعية في إفريقيا ويريد غزو القارة من بوابة ليبيا.
وأشار الكاتب الفرنسي، إن فرنسا اليوم تعاني بشكل كبير من التيار المتطرف والإرهابي، موضحًا أنه فرنسا احتاجت لوقت طويل حتي يري الجمهور حقيقة الأمور.
وأضاف إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضعيف وشعبيته تنهار داخل بلده، مؤكدا أن هناك صعوبة أن يجعل أردوغان سلطته تستمر على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف الصحفي الفرنسي، أن تركيا تبتز أوروبا بملف الهجرة غير الشرعية وأنها تتلقي الأموال من أوروبا نتيجة هذا الابتزاز.