قالت وسائل إعلام خليجية، أن العلاقات بين قطر وتركيا تمر هذه الفترة بـ"أزمة صامتة"، خاصة بعد أن أقدمت الدوحة على المشاركة فى أعمال التنقيب التجارية فى شرق المتوسط، وسط إحباط تركى من الخطوة القطرية المفاجئة.
ووفقا لصحيفة "سبق" السعودية، فإن زيارة الرئيس التركى رجب أردوغان لقطر اليوم، تأخذ بعدا مختلفا هذه المرة عن زياراته المتكررة للدوحة خلال السنوات الثلاث الماضية، والتى غالبا ما كانت تأتى طلبا للدعم المالى فى ظل أزمات تركيا المتتالية اقتصاديا وسياسيا، سواء تلك المتعلقة بالانتكاسات الاقتصادية المتلاحقة لأنقرة، أو فى تورط تركيا فى الملف الليبى، ودخول أردوغان على خط أزمات أرمينيا وأذربيجان، وقبلها قبرص واليونان، وغرقه فى أزمات شرق المتوسط، ومشاكله مع دول الاتحاد الأوروبي؛ إذ تخيم عليها أجواء الخلاف الصامت النابع من الانزعاج التركى تجاه أعمال التنقيب التجارية التى تشارك بها قطر فى شرق المتوسط عبر تحالف يجمع إكسون موبيل بالحكومة اليونانية لاستكشاف حقول الغاز فى المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن زيارة الرئيس التركى إلى الدوحة هذه المرة لن تكون لتوفير الدعم المالى كما جرت عليه العادة فحسب؛ بل فيما يبدو لتوبيخ المسؤولين القطريين إثر انزعاج تركيا -غير المعلن- من نشاط شركات التنقيب القطرية فى شرق المتوسط وتحرك الدوحة هناك دون تنسيق أو إذن مسبق من حليفتها أنقرة.
وتعتبر أنقرة تحرك الدوحة فى شرق المتوسط، وانضمامها لمعادلة الشرق الأوسط عبر توقيع قطر للبترول تحالفًا مع إكسون موبيل باتفاقية مع الحكومة الأرمينية للتنقيب عن الغاز جنوب غرب قبرص، خروجًا عن الخط الذى رسمته للدوحة فى السير خلفها فى كل سياساتها حيال ملفات المنطقة.
ووجهت أنقرة رسالة توبيخ للدوحة فى هذا الجانب إثر تصريحات ساخنة لوزير الطاقة التركى قال فيها: "ما يسـبب لنا الذهول هو وجود الشركة القطرية ضمن الشركات، لقد فوجئت عندما عرفت، فنحن لم نتفاجأ فحسب بل شعرنا بالحزن أيضًا لمشاركة دولة مثل قطر فى مشاريع غير مبررة سياسيًّا واقتصاديًّا"، وفق ما نقلته وكالة سبوتنيك، وأعقبت تصريحات وزير الطاقة التركى المهددة لقطر، تصريحات وزير الخارجية التركى التى حذّر فيها صراحةً شركات التنقيب فى شرق المتوسط - ومنها الشركات القطرية- من التعامل مع أرمينيا أو مخالفة أنقرة فيما تعتبره حقًّا لها فى هذه المنطقة.
وتأتى أزمة التنقيب عن الغاز التى أزعجت فيها قطر حليفتها تركيا فى شرق المتوسط، بعد مصاعب واجهتها تركيا مع دول الجوار فى هذا الشأن، وتتعمد تركيا عدم الزج باسم قطر علانية؛ لعدم رغبتها فى تضرر العلاقات خلال هذه الفترة، والتى وصل فيها النفوذ التركى فى قطر لمستويات تاريخية، استفادت خلالها الحكومة التركية ماليًّا واستراتيجيًّا من الدوحة فى تمويل أزماتها وسد نكساتها الاقتصادية والسياسية فى المنطقة.
إذ مولت قطر تركيا فى أزمتها مع الولايات المتحدة لتثبيط الدولار، وضخت مليارات الدولارات فى خزينتها لتجاوز أزماتها الخانقة خلال الثلاث سنوات الماضية، ولا تزال أنقرة تستنزف الخزينة القطرية بشكل مستفز حتى أصبحت أشبه بالخزانة المفتوحة للدولة التركية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة