قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن روح أكتوبر هى روح العزة والكرامة والنصر، هى روح العزيمة والإرادة والبسالة، هى رمز التضحية والفداء فى سبيل الوطن، هى روح اعتزاز بجيل عظيم ضحى فى سبيل وطنه.
وأضاف جمعة فى مقال له اليوم:" أكتوبر علامة بارزة في تاريخ قواتنا المسلحة الباسلة التى ضحى أبناؤها بدمائهم وأرواحهم فى سبيل تحقيق العزة والكرامة لوطنهم، وإننا لفى حاجة ملحة إلى استعادة هذه الروح لتعزيز قيمة الولاء والانتماء ، والالتفاف حول رئيسنا وجيشنا وشرطتنا وسائر مؤسساتنا الوطنية، نحتاج هذه الروح في معركة التنمية والبناء والتعمير ، وفي مواجهة قوى الإرهاب والشر".
وتابع جمعة:"وإذا كنا نؤمن بأن الوطن لجميع أبنائه فهو بهم جميعًا ، وعلى كل جيل ضريبة وحق تجاه وطنه ، فالوطن لا يبنيه فرد واحد ولا جيل واحد ، فقد ضحى من قبلنا لنعيش أعزة ، ويجب أن نضحي ليعيش أبناؤنا وأحفادنا أعزة ، زرع من قبلنا لنحصد ، ونحن نزرع ليحصد من بعدنا".
واستطرد وزير الأوقاف:"أكتوبر تاريخ عظيم لجيل عظيم من الشهداء الذين آثروا ما عند الله (عز وجل) على الدنيا وما فيها ، وآثروا أوطانهم على أنفسهم ، فسجل التاريخ أسماءهم بحروف من نور في سماء الفداء والتضحية ، فالشهادة عز وشرف ، حيث يقول الحق سبحانه : ” وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ” (البقرة:154) ، ويقول سبحانه : ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ” (ال عمران 169ـ171) ” ، ويقول جل شأنه : ” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ” (الأحزاب:23) .
وتابع جمعة:"ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “والَّذي نفسي بيدِه لا يُكْلَمُ أحدٌ في سبيلِ اللهِ ، واللهُ أعلَمُ بمَن يُكْلَمُ في سبيلِه إلَّا جاء يومَ القيامةِ وجُرحُه ينثَعِبُ دمًا اللَّونُ لونُ دمٍ والرِّيحُ ريحُ مِسكٍ ” (البخاري) ، فما أعظم الشهادة في سبيل الله (عز وجل) إعلاء لقيمة الوطن وحفاظًا على أرضه ، وترابه وبحره وسمائه ، ووفاء بحقه على أبنائه .
حب الوطن من ركائز الإيمان ، وهو فطرة إنسانية ، وقد قالوا : إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده ، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه ، وتشوُّقه إلى إخوانه ، وبكائه على ما مضى من زمانه ، وقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) من أشد الناس حبًا لوطنه ، ألم يقل (صلى الله عليه وسلم) عند خروجه من مكة المكرمة حين أُخرِجَ منها : ” وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ ” (رواه أحمد).
واختتم وزير الأوقاف:"فتحية لجيل أكتوبر ، وشهداء أكتوبر ، وأسر شهداء أكتوبر ، ولقواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية وكل وطني شريف محب لوطنه حريص على أمنه واستقراره ، وتحية لوالد كل شهيد ، وأبناء كل شهيد.. تحية للمرابطين على حدود الوطن والساهرين على حفظ أمنه وأمانه ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله” (الترمذي) .".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة