د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: الصعود إلى القمة

الجمعة، 09 أكتوبر 2020 12:20 م
د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: الصعود إلى القمة د. داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدق من قال: (عندما تُعاون إنسانًا على صُعود الجبل، تقترب معه من القمة)، فللأسف، هناك اشخاص كثيرون يظنون أن مُساعدتهم للآخرين في الصعود والوصول إلى تحقيق أهدافهم، سينال منهم، أو يجعل غيرهم يصعد على أكتافهم، أو ربما يُصبح هؤلاء الأشخاص مُنافسين لهم، وهنا يُقررون أن يُصبحوا حجر عثرة في طريق هؤلاء، بدلاً من أن يُساعدوهم ويأخذوا بـأيديهم.

ولكن في الواقع، مُساعدتنا لغيرنا هي مكسب لنا في كُل الأحوال، ومن جميع النواحي، أولاً، فهي تنفيذ لكلام الله عز وجل، على ضرورة الإحسان والتعاون بيننا البعض، وثانيًا فهي تُرسخ مبادئ وقيم نبيلة بداخلنا، وبداخل من حولنا على ضرورة الإحساس بالغير، ومُحاولة الأخذ بيده، علاوة على أنها تنفيذ لوصية الرسول (عليه الصلاة والسلام) بأن قضاء حوائج الناس من أفضل سُبل الخير عند الله، وأيضًا ستجعل مكانتنا تزداد عند من ساعدناهم ووقفنا إلى جوارهم، والأهم أننا سنجد من يقف إلى جوارنا، ويُؤازرنا في يوم ما.

وأخيرًا، أنت عندما تُساعد إنسانًا على الصعود، فأنت بالفعل تصعد معه؛ لأن كل خُطوة ستخطُوها، سيكون لك فيها دورًا، وهذا الدور سيُعْلي من شأنك، ويرفع من مكانتك، ويُقوي من قيمتك أمام نفسك، وأمام من آزرته، وأمام الآخرين.

وعلينا أن نتيقن أن الإنسان لا يُمكن أن يصنع مُنافسيه، فهو قد يصنع تلاميذًا له، وقد يصنع الامتنان على أفعاله، أما المُنافس هذا، فهو من صنع الحياة، وربما وقوفنا بجانب البعض لكي يصعدوا إلى القمة، هو الذي يجعلهم في يوم من الأيام يُؤازرونا في الانتصار على مُنافسينا.

أحيانًا، حسابات الإنسان تكون خاطئة، وعلينا أن ننظر إلى كل موضوع من كل الجوانب؛ حتى نستطيع الاستبصار بدقة، وكم من أشخاص ذاع صيتهم؛ بسبب مُساعدتهم لشخص نجح وأصبح من القامات، فنجاحه نُسِبَ إليهم قبل أن يُنْسب له.

والواقع أننا عندما نُيسر طُرق وسُبل النجاح لإنسان، فنحن نصنع معه المجد، الذي سيرفعنا إلى القمة بلا جدال.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة