استخدمت شركة الغاز والكهرباء في مدينة سان دييجو الأمريكية الطائرات المروحية في حمل أطقمها الفنية لمد خطوط الكهرباء قبل تفشي جائحة كوفيد-19، وقد تطلبت هذه العملية إخلاء نحو 24 منزلًا لمدة يومين، لكن استمرار هذه العملية خلال الجائحة كان أمرًا صعبًا بسبب صعوبة إيجاد أماكن آمنة للسكان بعد إخلائهم، ودفع هذا الشركة إلى الاعتماد على حل بديل، وهو استخدام 300 طائرة دون طيار لتنفيذ المهمة دون الحاجة إلى إخلاء السكان.
ويمثل الاعتماد على الأتمتة وتقنيات الطائرات دون طيار حاليًا اتجاهًا عالميًا في مجالاتٍ عديدة، مثل الزراعة والبنية التحتية والتشييد والطاقة، بحسب موقع مرصد المستقبل، فيما لعبت الطائرات دون طيار أيضًا دورًا مهمًا في جمع البيانات والتقاط مقاطع الفيديو والصور واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات.
وذكر ديفيد بينوفيتز، الخبير في مجال الطائرات دون طيار، أن أسطول الطائرات دون طيار التجارية الأمريكية نما بنسبة 39% خلال الفترة بين عامي 2018 و2019، وارتفع أيضًا عدد الشركات التي تستخدم هذه التقنية، وحفزت جائحة كوفيد-19 المؤسسات التي بدأت فعلًا ببرامج لاستخدام الطائرات دون طيار إلى تسريعها، لأنها أصبحت وسيلة أساسية لاستمرار العمل خلال الأوقات الصعبة التي شهدها العالم.
حل وسط الفوضى
شهدت الأشهر الأولى من الجائحة حالةً من الفوضى والتخبط وغياب المعلومات عن كيفية استمرار الشركات في أعمالها وآلية العمل عن بعد والتباعد الاجتماعي، وتلقى الأشخاص الذين يعملون في البرامج التجريبية الصغيرة للطائرات دون طيار في الشركات طلبات من الأقسام الأخرى لمساعدتهم.
وكانت استخدام شركة فورتون 100 للطائرات دون طيار لفحص أحد أبراج التبريد خلال الجائحة دليلًا جديدًا على أهميتها المتزايدة، فبعد أن كانت الشركة تعتمد على 15 فنيًا لتنفيذ هذه المهمة سابقًا، وكان ذاك يستغرق نحو 3-4 أسابيع ويكلف مبالغ باهظة. لكن الطائرات دون طيار نفذت المهمة خلال خمسة أيام فحسب.
ماذا سيحدث بعد انحسار الجائحة؟
السؤال المطروح حاليًا هو: هل ستعود الشركات إلى وسائلها التقليدية وتهمل الطائرات دون طيار بعد انحسار كوفيد-19؟، حيث يرى بينوفيتز أن الشركات، وخاصةً تلك التي تعمل في قطاع النفط والغاز، ستستمر في الاعتماد على الطائرات دون طيار بسبب كفاءتها الأعلى وتوفيرها للتكاليف.
