في الوقت الذي تحتفي فيه منظمة الأمم المتحدة، غدا الاثنين، باليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، سلطت منظمات دولية الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين الأتراك على يد النظام التركي الحاكم، وفى تقرير سابق للعفو الدولية لفتت المنظمة الدولية الى أن تركيا ملطخة بسمعة بالغة السوء؛ إذ قالت "لجنة حماية الصحفيين" إن البلد بات أكبر سجَّان للصحفيين في العالم، ففي عام 2016، كان ثلث الصحفيين، والعاملين في المجال الإعلامي، والمسؤولين التنفيذيين في المهنة يقبعون في سجون تركيا، علماً بأن أغلبية كبيرة منهم ينتظرون تقديمهم إلى المحاكمة.
وتتعرض حرية التعبير في تركيا لهجوم مستمر ومتزايد؛ حيث يواجه أكاديميون، وصحفيون، وكتاب ينتقدون الحكومة الإحالة إلى التحقيق الجنائي، ومواجهة الملاحقة القضائية، والترهيب، والمضايقة والرقابة حيث قامت السلطات بإغلاق 180 وسيلة إعلامية على الأقل بموجب مرسوم تنفيذي أصدرته في إطار حالة الطوارئ المفروضة في البلاد.
ومن جانبها قالت ميلينا بويوم، مسؤولة الحملات المعنية بتركيا في منظمة العفو الدولية تعقيباً على قرار إحدى المحاكم في أنقرة بحجب 136 موقعاً إلكترونيًا وفى تقرير للعفو الدولية تركيا: "بالنسبة للصحفيين، تركيا قد تحوّلت إلى زنزانة"
وفى السياق نفسه ، حذر موقع سويدي من أن النظام التركي يواصل خنق حرية التعبير وتكميم الأفواه داخل البلاد، وحملاته لقمع حرية الصحافة تجاوزت حدود البلاد بالتجسس على صحفيين بالخارج وملاحقتهم بقضايا ملفقة حيث طلبت محكمة تركية تسليم صحفي تركي يعيش في بالسويد بزعم إهانته ضابطي المحكمة في 2018.
ووفق تقرير مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2020 الذي أعده "مراسلون بلا حدود، وهي منظمة لمراقبة حرية الإعلام " احتلت تركيا المرتبة 154 من بين 180 دولة ووصفت المنظمة تركيا بأنها "أكبر سجّان للصحفيين المحترفين في العالم".
ووفقًا لمركز ستوكهولم للحرية (حقوقي غير حكومي مقره السويد)، الذي يراقب حرية الصحافة في تركيا، يقبع 175 صحفيًا حاليًا وراء القضبان في السجون التركية، وتظهر بيانات المركز أيضا أن ما لا يقل عن 168 صحفيا اضطروا للعيش في المنفى.
ومن جانبها قالت المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي يعدّ كشف الحقيقة وظيفة من أهم الوظائف المنوطة بالصحفيين، وهي تنطوي على الوقوف على الحقائق وجمعها والتحقق منها.
ولفتت أزولاي إلى أنه قتل 900 صحفي في أثناء ممارسة عملهم في الفترة الممتدة من عام 2010 إلى عام 2019، ولقي أكثر من 150 صحفياً منهم مصرعه خلال العامين الماضيين ليس إلا، وقضى الكثير من الصحفيين نحبهم في أثناء تغطيتهم للنزاعات، ولكن أعداداً أكبر بكثير منهم يموتون في ظروف أخرى غير النزاعات، بفعل قيامهم بالتحقيق في قضايا من قبيل الفساد والاتجار غير المشروع والمخالفات السياسية وانتهاك حقوق الإنسان والمسائل البيئية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة