هددت دولة الاحتلال التركية نهاية الأسبوع الماضي، بالتحرك مرة أخرى داخل الأراضي السورية المحتلة من قبل قوات الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان، زاعما بأن لتركيا حقا مشروعا في دخول تلك الأراضي إذا لم يتم طرد الأكراد من المنطقة المتاخمة لحدودها مع سوريا والتي توغلت فيها عدة مرات في السنوات الأربع الماضية، وذكر أردوغان في كلمة ألقاها أمام نواب حزبه "العدالة والتنمية" في البرلمان "إذا لم يتم القضاء على الأكراد هنا مثلما وعدونا، فلدينا الحق المشروع في التعبئة مرة أخرى".
ووفق صحيفة "أحوال" التركية المعارضة، تعتبر تركيا الوجود الكردي في شمال شرق سوريا، تهديدا مباشرا لأمنها القومي وتزعم أن أكراد سوريا على صلة بحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره منظمة إرهابية.
وسبق أن قامت تركيا منذ عام 2015 بعمليات عسكرية تستهدف أكراد سوريا، اذ شنّت هجومين واسعي النطاق في شمال سوريا، الأول صيف عام 2016 وتمكنت بموجبه من السيطرة على منطقتي جرابلس والباب في شمال محافظة حلب. والثاني في مارس 2018، وتمكّنت خلاله من السيطرة على منطقة عفرين إثر هجوم استمر لنحو ثلاثة أشهر ضد المقاتلين الأكراد، بغطاء روسي.
وشنّت في عام 2019 عملية احتلال ثالثة تحت عنوان "غصن الزيتون" واستهدفت مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية في محافظة حلب.
وفي هجومها الأخير قبل عام وبدعم من مقاتلي المعارضة السورية من المرتزقة وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، انتزعت تركيا السيطرة على شريط يمتد 120 كيلومترا من الأراضي الحدودية في شمال شرق سوريا من وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.
ولقي هذا التوغل إدانة واسعة من حلفاء أنقرة الغربيين إذ كانت وحدات حماية الشعب فصيلا رئيسيا في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي ساعدت واشنطن في هزيمة تنظيم داعش.
كما عبر أردوغان عن قلقه بشأن الوضع في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا، والتي كانت مسرحا لقتال عنيف بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا إلى أن توصلت أنقرة وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مارس.
وقال أردوغان "هجوم روسيا على قوات الجيش الوطني السوري (المعارض المدعوم من تركيا) في منطقة إدلب يظهر أن السلام الدائم في المنطقة غير مرغوب فيه".
وأفاد أن هناك مؤشرات تظهر عدم دعم روسيا للاستقرار والسلام في سوريا.
وهو أول رد فعل تركي على الضربات الروسية التي استهدفت الاثنين معسكرا تدريبيا لجماعة "فيلق الشام" المتحالفة مع أنقرة شمال غرب إدلب، مما أدى إلى مقتل 78 من مقاتليه وجرح أكثر من تسعين آخرين قرب الحدود التركية.
وهذا التصعيد هو الأكثر دموية منذ ثمانية أشهر في منطقة إدلب آخر معقل جهادي كبير للمتمردين في سوريا لا يزال جزء منها خارج سيطرة دمشق التي تعد موسكو حليفتها الرئيسية.
وسبق أن قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، مطلع أكتوبر الجاري، إن أنقرة يمكن أن توسع عملياتها العسكرية ضد المنظمات الإرهابية بسوريا في أي لحظة، حال تعرضت مصالحها للاستهداف هناك.
جاء ذلك في تصريحات لـ "قناة 7" التركية المحلية، تعليقا على تصريح الرئيس رجب طيب أردوغان، بأن تركيا ستطهر أوكار الإرهاب في سوريا بنفسها إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لها.
وقال قالن إن الاتفاقيتين اللتين أبرمتهما تركيا مع روسيا والولايات المتحدة، تتضمنان عبارة "تركيا تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس والتدخل ضد أي كيان إرهابي".
وأكد أن تركيا ستتدخل عندما يكون هناك هجوم أو خطر ضد مصالحها في المنطقة، وذلك من أجل ضمان أمن الشعب السوري، وأمن حدودها، وقد يتوسع نطاق العمليات في أي لحظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة