وقال "أبو الغيط"، في كلمته أمام الدورة الخامسة للقمة الأوروبية- العربية "شراكة استراتيجية" عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" إن الشفافية وطرح المواقف المختلفة بكل وضوح -كما يحدث في هذا المنتدى المهم- هما السبيل الأقرب للوصول إلى نقاط الالتقاء، داعيا المؤسسات الدولية وشركاء التنمية للعمل على خفض ديون الدول الفقيرة، ومن بينها عدة دول عربية تواجه أوضاعاً اقتصادية صعبة وضاغطة بسبب تداعيات جائحة فيروس "كورونا المستجد".
ونبه "أبو الغيط "، في كلمته التي وزعتها الجامعة العربية اليوم "الأربعاء"، إلى أنه لن يكون أي مكان في العالم بمأمن من تأثير هذا الفيروس الخطير، منبهاً إلى أن التباطؤ الاقتصادي المرتبط بالجائحة سيظل مشكلةً تواجه الجميع، ولابد أن يتكاتف الجميع لمواجهتها، وأنه ثمة حاجة ماسة لمساعدة الدول الأكثر فقراً على نحوٍ خاص.

وقال "أبو الغيط ، إن اختيار شعار "الشراكة الاستراتيجية" يأتي ليتناسب وعمق العلاقات العربية الأوروبية المتجذرة ،والتحديات التي تواجهها وفي مقدمتها حالياً تداعيات جائحة "كورونا المستجد"، هذه الجائحة التي لم تستثنِ منطقةً في العالم من تداعياتها الخطيرة التي ستظل حاضرة لعدة سنوات للأسف.

وأوضح "أنه برغم ما أفزرته الجائحة في المراحل الأولى من ميل نحو الانعزال والانكفاء على الذات، وتقليل الاعتماد على الشبكات الاقتصادية العالمية، فإن كلمة السر في مواجهة تأثيراتها تكمن في التعاون والاعتماد المتبادل.

وأكد أن الاستمرار في تنظيم هذه الفعالية، التي تعقد بانتظام للمرة الخامسة، حتى في ظل الظروف الاستثنائية التي لم يشهد العالم لها مثيلاً من قبل، يعكس جلياً جدية القائمين عليها وإصرارهم على جعلها موعداً دورياً يتبادل فيه الجانبان العربي والأوروبي الرؤى حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر للبلدان العربية، وبلغ حجم التجارة بينهما 377 مليار دولار في العام الماضي، مشيرا إلى أنه ثمة مجال مفتوح لتوسيع قاعدة الاستثمار والتبادل التجاري خاصة وأن العناصر الاقتصادية بين الجانبين تبدو متكاملة وليست متنافسة ، سواء في مجال الطاقة أو التكنولوجيا أو رأس المال البشري، وأنه يتعين اغتنام الفرص التي يتيحها هذا التكامل في خلق المزيد من الاستثمارات ذات الطبيعة الممتدة والضخمة وبالتحديد في مجالات المستقبل كالطاقة النظيفة والتكنولوجيا الرقمية والاتصالات وغيرها.

وفيما يخص العلاقات العربية- اليونانية التي تشكل أحد الموضوعات المهمة على أجندة هذه القمة، أكد "أبو الغيط" مجددا على الصداقة الممتدة والقائمة بين الشعوب العربية واليونان على كافة الأصعدة والمستويات، منوها بالأفق الاقتصادي المفتوح للتعاون وبالكثير من الإمكانيات غير المستغلة والتي يمكن تعظيمها عبر الارتقاء بمستويات التعاون بين اليونان والدول العربية جميعاً.

وقال "أبو الغيط" إن الحضارات الراسخة الممتدة، كتلك التي نشأت على ضفاف المتوسط، في الفضائين العربي والأوروبي، تعرف جيداً معنى "التلاقح الحضاري"، بل إن الحضارة نشأت هنا على ضفاف المتوسط وفي رحابه جنوباً وشمالاً ، شرقاً وغرباً ، ولا مكان في ثقافاتنا لما يُسمى بصراع الحضارات.

وأضاف "إننا نعرف جميعاً أن التواصل بين الحضارات يقوم على أرضية من الاحترام المتبادل، واحترام كل طرف لقيم الطرف الآخر، ومقدساته، وعلينا أن نتنبه لخطورة الظرف الحالي"، مضيفا أن المعتدلين على الجانبين العربي والأوروبي، يحتاجون إلى العمل معاً ، وألا يسمحوا أبداً للمتطرفين باختطاف الأجندة، واستغلال بعض المواقف لتأجيج المشاعر وخلق بيئة تسمح بنمو بذور الكراهية، ومن ثمَّ الإرهاب والعنف".

وتابع "أبو الغيط " بالقول :"إننا ندين كل عنف في أي مكان، إدانة بلا لبسٍ أو مواربة، ورسالتنا لا تتوقف عند إدانة العنف، ولكن أيضاً إدانة الخطاب الذي يُنتجه ويُحرض عليه، أو حتى يتسامح معه ويقبل به".
ووجه"أبو الغيط"، في ختام كلمته ، الشكر للحكومة اليونانية على تسهيلها لعقد هذه القمة ، متمنيا لأعمالها النجاح والوصول إلى أفكار من شأنها تعزيز التعاون العربي- الأوروبي.