يتواصل العمل بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، على واحد من أبرز المشروعات القومية لخدمة حركة السياحة ودعم العاملين بها جنوب اصمة السياحة العالمية، وهو مشروع "اكتشاف أصول إسنا التراثية والتاريخية" الذين انطلق على مدار السنوات الماضية لإحياء التراث التاريخى والأثرى القديم داخل مدينة إسنا المدينة التراثية، التى كانت مملكة التجارة فى السنوات الماضية، ونجح مؤخراً فى تقديم الدعم فى مثلث ضخم هو الأساس فى القطاع السياحى بمدينة إسنا وظل مهملاً طوال السنوات الماضية، وهى منطقة محيط معبد إسنا والسوق السياحى بمنطقة القيسارية، ووكالة الجداوى التى كانت تعتبر مقر التجارة فى فترة المماليك والملكية ،وغيرها من العصور القديمة.
ويقول المهندس محمد سيد سليمان، رئيس مدينة إسنا جنوبى الأقصر، إن مشروع "إكتشاف أصول إسنا التراثية والتاريخية" يعتبر من الخطط العالمية التى تعيد إحياء كافة المواقع الآثرية والتراثية لخدمة السائحون الذين يتوافدون بصورة يومية على مرسى المدينة السياحية ضمن رحلات المراكب النيلية الأقصر – أسوان، موضحاً أن كافة الجهات تقوم بمتابعة هذا المشروع العالمى والذى يتم خلاله إعادة الترميم والتأهيل فى منطقة "وكالة الجداوى" التاريخية، و"سوق القيسارية" و"محيط معبد الأقصر"، مشدداً على أن المشروع يسمى (إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية بمدينة إسنا)، وبالتعاون مع كل من محافظة الأقصر ووزارة الآثار، حيث يتم تنفيذ هذا المشروع بتمويل من الشعب الأمريكى من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى إطار الاتفاقية المشتركة بين حكومتى جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاستثمار المستدام فى السياحة بمصر "سايت"، والذى يهدف إلى زيادة تنافسية قطاع السياحة في مصر من خلال رفع مستوى إدارة المواقع التراثية وترويجها والحفاظ عليها، لتحسين العوائد الاقتصادية لسكان المنطقة، حيث يهدف المشروع إلى إطلاق إمكانات التراث الثقافى المتنوع لمدينة إسنا بما يمهد لإعادة إحياء تلك المنطقة بصورة مستدامة، ووضع المدينة بما تشكله من معالم تراثية متميزة على الخريطة السياحية بمصر.
ويضيف رئيس مدينة إسنا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم العمل في المشروع خلال الفترة الماضية وذلك من خلال الحفاظ على عدد من المواقع التراثية بمركز المدينة، ووضع خطط إدارة ملائمة لتلك المواقع وتوثيق وترويج التراث الثقافى للمدينة ورفع الوعى بها، بالإضافة إلى تحسين العوائد الاقتصادية لسكان المنطقة من خلال أنشطة التنمية السياحية وتحسين فرص العمل فى هذا المجال، مؤكداً أنه يتم متابعة العمل في مشروع إحياء مثلث التراث والتاريخ والآثار الإسناوى أولاً بأول للوصول لأعلي معدلات النجاح فيها، حيث زار المدينة خلال الأسبوع الماضي وفد من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقاموا بتفقد مواقع الترميم وإعادة التأهيل ومتابعة سير الأعمال والأنشطة التى تتم حالياً بالمنطقة.
فيما يقول المهندس كريم إبراهيم مدير مشروع تطوير وإعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية بإسنا، أنه يتم بالمشروع المساهمة فى تقديم الدعم الكامل لخدمة حركة السياحة بمدينة إسنا وذلك في مختلف الاتجاهات من ترميم وتطوير وتجديد للمواقع التراثية والتاريخية والآثرية بجانب دعم الأيدي العاملة بالمجالات السياحية من تدريبات لأصحاب البازارات والسيدات العاملة في تصنيع الهدايا والمنتجات التي تباع للسائحين خلال زيارتهم لإسنا، موضحاً أنه خلال المشروع يجرى العمل فى ترميم مجموعة من المبانى المهمة بإسنا ومنها وكالة الجداوى التى تعود للقرن الـ18، وكذلك منطقة السوق الأثرية السياحى والذى يضم حوالى 105 محل وعقب الانتهاء من تطويره سيساهم فى رفع حركة السياحة والجذب بصورة أكبر، وكذلك يوجد حوالى 10 منازل يتم ترميم واجهاتهم لكونهم يحملون طابع أثرى وتاريخي، وكذلك يتم تدعيم الأيدي العاملة بالسياحة من الرجال والسيدات، بجانب خطط الترويج والتي تشمل توثيق المعالم التراثية وعرضها بصورة جذابة وتوفير المواد التعريفية والخرائط ومواقع إلكترونية تساعد فى دعم الزيارة لمدينة إسنا بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة.
ويضيف مدير مشروع تطوير وإعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية بإسنا لـ"اليوم السابع"، أن الخطط شارفت علي النهاية ويجري حالياً العمل في التشطيبات النهائية لعدد من المواقع التي انتهت تماما، حيث أنه تم العمل في إنهاء عدد كبير من البازارات وتنظيم ورش عمل لأصحاب البازارات حول تنمية مهاراتهم فى التعامل مع السائحين، والتي قدمها لهم الخبير محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحي، والذى شارك فى نقل خبراته لأصحاب البازارات وناقش معهم سبل زيادة عدد المراكب النيلية التى تتوقف بالمدينة مستقبلاً بجانب مواجهة العقبات التى تظهر للعاملين بالسياحة فى مدينة إسنا، وتحسين أساليب الترحيب بالسائحين، كما قام هشام الجزار رئيس وكالة الغرف الصناعية، بزيارة عدد من أصحاب البازارات فى محلاتهم للتعرف على مشكلاتهم وطريقة عرضهم للمنتجات وطريقة تعاملهم مع السياح، وشرح لهم فنون العرض للمنتجات وطرق معرفة أذواق السائحين والجنسيات الأجنبية المختلفة.