لم أكن أعرف أن وزارة الموارد المائية والرى لديها مركز متطور للتنبؤ بالأمطار والفيضان، ويقدم خرائط علمية دقيقة لحالة الجو، اعتمادا على صور الأقمار الصناعية، والنماذج العلمية المتطورة، من خلال نخبة من المتخصصين والخبراء، الذين يقدمون توقعات منضبطة وحقيقية تساهم فى اتخاذ القرار المناسب وسرعة التحرك للتعامل مع الأمطار والسيول أو الفيضانات المتوقعة.
الحقيقة أننى وبصورة شخصية بدأت أحرص على متابعة الإشعارات التى يقدمها مركز التنبؤ بالفيضان يوميا والخرائط المصاحبة عن حالة الطقس، التى غالبا ما تكون خلال 72 ساعة، ولم أعد فقط أعتمد على درجات الحرارة التى تقدمها الأرصاد الجوية، بل أحرص على متابعة مركز التنبؤ وأثق فى تقديراته، التى غالبا ما تعبر عن حالة الطقس بدقة.
الدور الذى يقدمه مركز التنبؤ بالفيضان فى وزارة الرى، لا يتعارض على الإطلاق مع هيئة الأرصاد الجوية التابعة لوزارة الطيران المدنى، فالمركز له اختصاصات محددة أولها أنه مسئول عن تقدير كميات الأمطار القادمة من أعالى النيل، ومعدلات سقوطها وتوقيتاتها ومواعيد وصولها إلى مصر، حتى يتسنى إدارة هذه الموارد بالصورة المثالية وتوزيع المياه طبقا لحجم الفيضان الوارد والاحتياجات المائية، كما أن للمركز وحدة إنذار مبكر بالسيول مسئولة عن متابعة الظواهر المناخية باستخدام نظام الاستشعار عن بعد.
كنت أتصور أن مركز التنبؤ بالفيضان حديث النشأة إلا أن الزميلة أسماء نصار، المسئولة عن تغطية ملف الموارد المائية والرى، فى اليوم السابع أخبرتنى أن المركز يعود تأسيسه إلى عام 1992، منذ ما يقرب من 28 عاما، وطول هذه الفترة يقدم التقديرات والإحصائيات والخرائط للجهات المعنية، حتى يتم اتخاذ القرار المناسب للتعامل مع الأمطار والسيول المتوقعة.
المنافسة فى تقديم الأفضل سُنة حسنة يجب أن نحرص عليها، خاصة فى القطاعات الحكومية، التى تقدم خدمة عامة للمواطن، وأبرز مثال على ذلك دور الأرصاد الجوية ومركز التنبؤء بالفيضان والأمطار فى وزارة الرى، فقد نشطت المنافسة من أداء الأرصاد الجوية بصورة ملفتة خلال الأسابيع الماضية، وتم تدعيم البيانات المتعلقة بدرجات الحرارة ومستوى الرياح وحالة البحار بالخرائط الدقيقة، والإحصائيات الهامة، وذلك كله جاء بعد ظهور توقعات وتقديرات "مركز التنبؤ" وهذا تنافس محمود يقود إلى مزيد من تطوير العمل، خاصة فى فصل الشتاء، من أجل خلق حلول للتعامل مع الأمطار الغزيرة بصورة مثالية، خاصة مع ضعف أداء شبكة تصريف الأمطار، نتيجة تحميلها على الصرف الصحى.
مدرسة الرى المصرية دائما كبيرة وعظيمة، وتاريخها يعود لمئات بل آلاف السنين، فقد نشأت مع الفرعون المصرى القديم، كما ذكره العالم الكبير الدكتور جمال حمدان فى موسوعته المتفردة شخصية مصر بـ "الحاكم المهندس ضابط النهر"، ومازال القائمون على هذه المدرسة يتمتعون بنفس الشغف فى العمل بإخلاص والعطاء من أجل الوطن، لذلك كان لزاما أن نوجه لهم التحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة