قال قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إن قداسة البابا هو الرئيس الأعلى لكل الأديرة القبطية؛ ويفوّض لكل دير رئيس أن يدبّر حياة الدير والرهبان روحيًا وإداربًا وماليًا وتنظيميًا ومعيشيًّا؛ ولكل دير هيكل إدارته الخاص به، ورهبان الأديرة مواطنون مصريون خاضعون للقانون العام؛ ويتعاون كل دير مع المؤسسات الحكومية كل فى نطاقه؛ ورئيس الدير هو المسئول عن كافة العلاقات مع مؤسسات الدولة، بحسب المادة الثالثة من الدستور المصرى الذى يعطى الحق للمسيحيين فى اتباع شرائعهم وتقاليدهم فى إدارة شئونهم.
وأضاف البابا، خلال مقاله الافتتاحى بمجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هناك فرق قوى بين التراث الإنسانى المادى والحجرى والذى تشرف عليه وزارة الأثار والسياحة باعتباره آثار لا يوجد من يرعاها أو يصونها، أمَّا الأديرة فهى تراث إنسانى «عامر بسكانه من الرهبان» ويشرف عليه الرهبان جيلًا بعد جيل عبر 17 قرنًا من الزمان، وحافظوا عليه وصانوه من كل ناحية؛ ولا يصخ أن يُعامَل معاملة الأحجار والآثار الصماء.
وأردف البابا، القرار الجمهورى رقم 550 لسنة 2018 اهتم بإدارة مواقع التراث العالمي، التى لا تجد من يرعاها أو يهتم بهاء وهذا لا ينطبق على الأديرة المحفوظة منذ قرون برهبانها القاطنين فيها وقبل أن توجد وزارة للآثار نفسها فى مصر كراعية للآثار" أو منظمة اليونسكو على مستوى العالم.
وأردف البطريرك، للأديرة القبطية دور وطنى متميّز، حيث أن من مبادئ الرهبنة القبطية القيام بأعمال يدوية وإنتاجية؛ وانعكس ذلك بقيام الرهبان بتعمير بعض البُقع الصحراوية؛ والقيام ببعض الأعمال الإنتاجية؛ مما يسهم فى تعمير وتنمية المجتمع والوطن، متابعا، بالطبع دخول منطقة وادى النطرون (الإسقيط - مكان النُسك) إلى مواقع التراث العالمى فى هيئة اليونسكو أمر مُشرّف وإضافة لبلادنا مصر، ولكن نرى ألا يكون هذا الدخول على حساب الحياة الرهبانية المستقرة والهادئة؛ وعلى حساب الإدارة الكاملة لكل دير من خلال قداسة البابا ورئيس الدير والآباء الرهبان، و نأمل ان تهتم وزارة الآثار والسياحة بالآثار القبطية (الأديرةٍ والكنائس) التى لا تجد من يصونها ويحفظها ويقوم بصيانتها، وأمَا أديرتتا العامرة فهى محفوظة بفضل الحياة الرهبانية التى لم تنقطع يومًا فيها، ولا يجوز بعد هذه القرون الطويلة أن يتم التدخل فى شئون الأديرةٍ والرهبان تحت أى مسمى.
وتابع البابا، الكنيسة القبطية لم تتأخر يومًا عن دعم مشروعات الترميم الخاصة بالأديرة تحت إشراف قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، و الكنيسة القبطية معروفة بمواقفها الوطنية الراسخة فى أدوارها المجتمعية؛ والأديرة هى تراثها الغالى جدًا على المستوى المصرى والمستوى الكنسي؛ ولها أثرها الروحى العميق فى حياة الأقباط والشعب المصرى بصفة عامة؛ وأيّة إجراءات محلية أو دولية بخصوصها يجب أن تراعى كافة الجوانب المتعلقة بالموضوع ودون أى مساس بالحياة الرهبانية والديرية بأيّة صورة من الصور، وفى القرن الرابع الميلادى زار القديس يوحنا ذهبى الفم من القسطنطينية منطقة الإسقيط (وادى النطرون)؛ وعندما عاد بلاده قال: «السماء بكل نجومها ليست فى جمال برية مصر بكل رهبانها ونُسَاكها، حفظ الله مصر بتراثها الغالى.
واستطرد البطريرك، رغم أن لكل دير رئاسة دينية وهيكل إدارة يشرف على كل النواحى الإدارية فى حياة الرهبان اليومية (من غذاء ودواء وملابس وكافة الاحتياجات الإنسانية)، كما يقوم الدير حسب التقليد الرهبانى بتوزيع الأعمال اليومية على الرهبان حتى يفى الدير باحتياجات أبنائه، إلا أنه توجد لجنة مجمعية (من المجمع المقدس أعلى سلطة فى الكنيسة القبطية) تشرف على سلطة فى الكنيسة القبطية) تشرف على سلامة الحياة الرهبانية فى كل الأديرة بدون استثناء مع حل أيّة مشكلات تظهر فى الأفق.
مقال البابا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة