هل الجو حار على الأرض أم أن الكون كله أصبح أكثر حرارة، تشير دراسة جديدة إلى أن الكون يزداد دفئًا بتزايد، حيث زاد متوسط درجة حرارة الغازات الكونية عشرة أضعاف خلال العشرة مليارات سنة الماضية، إلى ما يقرب من 4 ملايين درجة فهرنهايت، وبينما يستمر الكون في التوسع منذ الانفجار العظيم الأولي، فإنه يسحب المادة إلى نجوم ومجرات جديدة، مما يؤدي إلى تسخين الغازات على طول الطريق.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، قال يي كوان تشيانج، عالم الفيزياء الفلكية في مركز علم الكونيات بجامعة ولاية أوهايو: "مع تطور الكون، تسحب الجاذبية المادة المظلمة والغاز في الفضاء معًا إلى مجرات وعناقيد المجرات".
ويعد شيانج هو الباحث الرئيسي لتقرير جديد في مجلة الفيزياء الفلكية يشرح بالتفصيل كيف قاس العلماء بقياس تغير درجة حرارة الغازات خلال بعدهم عن الأرض.
يعد الضوء المرصود من الأجسام البعيدة في الفضاء أقدم من الضوء القادم من الأجسام القريبة، حيث يستغرق وقتًا أطول للوصول إلى الأرض.
أتاح ذلك للعلماء الفرصة للنظر في الماضي وقياس درجة حرارة الكون منذ مليارات السنين، حيث دمج فريق من ولاية أوهايو وجامعة طوكيو وجامعة جونز هوبكنز ومعهد ماكس بلانك للفيزياء الفلكية، البيانات حول الضوء في جميع أنحاء الفضاء التي تم جمعها في بعثتين للرصد، وهما مسح Sloan الرقمي للسماء ومهمة Planck التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية والتي تم إطلاقها في عام 2009.
ووجدوا أن درجات حرارة الغازات الكونية كانت أقل كلما نظروا أكثر، مما يشير إلى أن درجة الحرارة الإجمالية للكون آخذة في الارتفاع، فمنذ حوالي 8 مليارات سنة، كان متوسط درجة حرارة الإلكترون لتلك الغازات حوالي 700000 درجة كلفن، أو 1.3 مليون درجة فهرنهايت.
أما حاليًا، تصل إلى 2 مليون درجة كلفن ، أو 3.6 مليون درجة فهرنهايت أى حوالي عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل 10 مليارات سنة، ويقول الباحثون إن الاتجاه سيستمر.