شاهدنا بالأيام القليلة الماضية تلك الفرحة العارمة و الإحتفالات و الرقصات التي تصدرت بها جماعة الإخوان المشهد ابتهاجاً بفوز بايدن بالبيت الأبيض و استبعاد ترامب .
لا أدري من أين أبدأ ؟
هل أبدأ من وقت تأسيس الجماعة بتمويل و تخطيط انجليزي يعرفونه و نعرفه جيداً منذ أن كان المسمي
( جماعة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر )؟
فقد ثبت بالدلائل أنها جماعة تتبع و تنفذ سياسات دول بعينها و تسير بزمرة من بيده قيادة الدفة و مفاتيح القوة .
إذ كان الولاءلانجلترا في عز تربعها علي عرش الأرض و قبل أن تدور الأيام التي ترفع دول و تخسف الأرض بأخري كحال الدنيا الذي لا يكف عن مفاجآته ،
إلي أن تراجعت انجلترا لتحل أمريكا محلها و تتصدر قيادة العالم كأقوي و أكبر دولة ،
لتهرول الجماعة التابعة و تستظل بعباءة أمريكا و تقدم فروض الولاء و الطاعة و تنفذ الأوامر دون تخاذل لتحتمي و ترتمي دائماً و أبداً بأحضان القوة التي تسير أمور الدنيا .
أم أنه يجب علي أن أبدأ :
من حيث ضيق الأفق و سواد النفس و الحقد الغير محدود الذي تكنه تلك الجماعة لمصر و البحث عن كل عدو للإحتماء به و الإستظلال بظله .
فمن ناحية سواد النفس : فلن أتوقف كثيراً ، فلعله واضح وضوح الشمس لا تخطئه عين
و من ناحية ضيق الأفق :
سأتوقف كثيراً ، لأتسائل جدياً :
هل يتصور أعضاء و قيادات الإرهابية أن الرئيس الأمريكي أياً كانت صفته و حزبه و أياً كان اسمه له مطلق الصلاحيات ليحل سياسة مكان أخري أو يرسي قواعد سياسة جديدة و يوقف خطة سير الأخري ؟
هل كان أوباما و نائبه بايدن يدعمون جماعات الإرهاب لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي بات يعرف تفاصيله الطفل قبل الكبير، و كانت الجماعة بأمان و استقرار و جاء ترامب ليوقف المخطط و يدير ظهره للجماعة و أذرعتها ليفسد ما كانوا يعملون ؟
بالطبع لا ثم لا ،
فالسياسات الأمريكية تستمر و يتم تنفيذ بنودها وفق خطط طويلة الأمد و أخري قصيرة ، لكنها لا تتغير بقرارات الرئيس الذي لا يملك تلك الصلاحيات
فهناك عدة جهات تتحكم بزمام الأمور أكبر و أهم من هذا الرئيس أو ذاك .
فلن يضيرنا نحن زيد أو عبيد ، فليست إلا شكليات يصدرونها لنا وفق خطة عميقة مدروسة غير متوقفة ، و عادة يظهرون ما لا يبطنون و بهذه النقطة تحديداً أنتم معهم تتفقون .
نهاية ، أقول لجماعة الراقصين الفرحين :
أن مصر وحدها من أفسدت المخطط الكبير الذي كنتم به تشتركون ، و كان علي رأس سلطة الدولة العظمي هذا الذي له ترقصون و بتنصيبه تحتفلون .
مصر الآن لن تلتفت لعوائكم و لن يضيرها بمن تحتمون و إلي من تنتمون
و إن استقويتم بجبابرة الدنيا أجمعين .