خبر صادم لعشاق النجم الدولى محمد صلاح بعد إعلان خبر إصابته بفيروس كورونا، صعوبة الخبر فى توقيته قبل ساعات من مباراة مصر وتوجو المهمة والحاسمة فى تصفيات أفريقيا، قبل أن تتحول إصابة صلاح إلى ساحات السوشيال ميديا فى مصر والعالم، وهل أصيب نجم ليفربول فى حفل تكريمه بالجبلاية، أم أثناء حضوره حفل زفاف شقيقه، والذى ظهر خلاله دون كمامة، كما رصدته الكاميرات، وأسباب حذف اتحاد الكرة بيانه الرسمى حول إصابة صلاح بعد دقائق من نشره، ولكن لماذا تعامل المصريون مع إصابة محمد صلاح بتلك الطريقة، وما أسباب تلك الزوبعة التى صحبتها على السوشيال ميديا، وهل كان يجب التعامل مع الأزمة بطرقة أفضل من ذلك؟.
فى البداية لا بد أن نؤكد أن إصابة محمد صلاح بفيروس كورنا ــ نسأل الله له الشفاء وجميع المصابين ــ طبيعية وسبق وأصيب العديد من نجوم الكرة فى العالم بالفيروس، وتمكنوا من التعافى، وأبرزهم كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالى، وإبراهيموفيتش نجم ميلان، وتياجو ألكانتارا زميل صلاح فى ليفربول، إلا أن الفارق هنا أنه لم تحدث كل تلك الزوبعة ولم تظهر خناقات السوشيال ميديا، حيث اكتفى النجم أو ناديه بنشر بيان لإعلان إصابته وطمأنة جماهيره على حالته الصحية لحين التعافى.
ليس تقليلاً من الحدث أو استهانة بفقدان المنتخب نجماً بحجم محمد صلاح قبل مباراة مهمة وحاسمة فى مشواره بتصفيات أمم أفريقيا، إلا أن المصريين يُغلّبون العاطفة دائماً على كل شيء، ويتعاملون مع السوشيال ميديا بطريقة "علىّ وأنا أعلىّ عليك"، وهو ما ظهر على صفحات فيس بوك وتويتر بعد إعلان إصابة صلاح وما صاحبها من تعليقات، بعضها حمل طابع السخرية والاستخفاف والآخر سارع بتحميله مسئولية تلك الإصابة بعد ظهوره فى حفل زفاف شقيقه داخل قاعة مغلقة بحضور عدد كبير من الأشخاص دون ارتداء الكمامة.
محمد صلاح تعامل بطبيعته كأى مصرى أثناء حضوره حفل زفاف شقيقه، وهو ما اعتاد عليه مع أهالى قريته الذين يتغنون بتواضعه وحبه للجميع، وظهر ذلك فى العديد من المناسبات ورصدته صحف العالم وأشادت به، خاصة فى حفل زفاف الفرعون نفسه الذى حضره الآلاف من أهالى قريته نجريج بالغربية، وهو وإن كان الوضع مختلفاً بسبب مستجدات كورونا، إلا أن "صلاح" تعامل معه بطبيعته البشرية التى اعتاد عليها، تفاعل مع الحضور ورقص فرحاً وتناسى كورونا، كأى شخص يفرح بزواج أخيه، ولو كان أحدنا مكانه لاحتفل مثله ولم يفكر فى ارتداء كمامة أو غيرها، وهو ما يغيب عن الإنجليز الذين لا يعرفون طبيعة المصريين جيداً، فسارعوا بتحميل الفرعون مسئولية إصابته وجاءت انتقاداتهم قاسية على صدر الصحف.
إصابة محمد صلاح "قدر" لابد أن نتقبلها ونتعامل معها، فلن يفيد الآن "البكاء على اللبن المسكوب"، ولن يجدى نفعاً إن كان تعرض لتلك الإصابة فى حفل زفاف شقيقه أم أثناء تكريمه باتحاد الكرة، أو حتى جاء بها من إنجلترا، لذا لابد أن نتعامل مع الأمر بشىء من الواقعية ونفكر فيما بعد تلك المرحلة، وكيف يتداركها المنتخب فى مباراة الليلة والثلاثاء المقبل، لأن المنتخب وإن كان يمتلك البدائل إلا أنها ليست كافية لتعويض نجم كبير بحجم صلاح، وكيف يتداركها أيضاً بعد ذلك يورجن كلوب مدرب ليفربول الذى يفتقد فريقه العديد من اللاعبين بسبب الإصابات (فان دايك + جوميز+ ماتيب + أرنولد + تياجو ألكانتارا)، وكيف يعود صلاح نفسه قويا بعد التعافى ويستعيد لياقته ومستواه فنياً وبدنياً وتهديفياً، كما عاد رونالدو وإبرا وغيرهما، لأن محمد صلاح كنز حقيقى يجب الحفاظ عليه.. ربنا يشفيه ويرجع بالسلامة لكل جمهوره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة