يعمل تنظيم الإخوان الإرهابى على التغلغل داخل المجتمعات الأوروبية التي سمحت القارة العجوز له بالعمل بحرية على أراضيها لسنوات، ثم عادت مؤخرا لتندم وتحاول تصحيح هذا الخطأ من خلال حظر تلك الجمعيات التي على صلة بالإخوان الإرهابية، ويعلم قادة التنظيم الإرهابى أن السيطرة على أوروبا تكمن في السيطرة على المجالس الإسلامية المركزية، وبالتالي تلك السيطرة على المجالس الإسلامية تجعلهم قادرين على الضغط السياسي على الحكومات الغربية في أكثر من اتجاه.
ووفق مراقبين فإن سيطرة الإخوان على المجلس الإسلامية يعد خطرا داهما على المدى الطويل لأن المجالس المركزية الإسلامية فى أوروبا تملك نفوذا على قطاع عريض من الجاليات المسلمة.
وأكدت صحيفة "lesobservateurs" الفرنسية فى تقرير سابق لها، أن جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا تعد أخطر جماعة في العالم، وأوضحت الصحيفة أن جماعة الإخوان هي أكثر الجماعات نفوذًا في العالم، وفي العديد من البلدان.
وأضافت الصحيفة أن يوسف القرضاوي كان مؤسس للمجلس الأوروبي للفتاوى والأبحاث (ECFR) وهي مؤسسة تصدر فتاوى إسلامية مبسطة، للمسلمين في أوروبا.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من الدراسات تشير إلى أن أقل من (10٪) من المسلمين في أوروبا يشعرون أنهم ممثلون من قبل جماعة الإخوان.
ومنذ حصول "المجلس الإسلامي السويدى "Sveriges Muslimska Rad" على عدد من المراكز الآمنة على قوائم الأحزاب مقابل دعمه للديمقراطيين الاشتراكيين فى السويد اعتبرت هذه التجربة ناجحة للغاية من منظور "الإخوان"، ومنذ ذلك الحين، تزايد عدد الحركات والجماعات التابعة لـ “الإخوان"، وحصلت على تمويل من الخزانة العامة، وفرضت نفسها على أنها أبرز هيئة ممثلة للمسلمين في السويد وفقا لتقرير سابق أعدته قناة "الحرة" الأمريكية.
وتعد جمعية "الفجر" أحدى مظاهر تحايل الإخوان على الأجهزة الأمنية فى أوروبا، وتتبع منظمة الرائد التى مقرها "كييف"، والتي تمثل مظلة لمئات الجمعيات الموجودة في أوكرانيا، تعد أحد أذرع تنظيم الإخوان الدولي وخاصة في أوروبا الشرقية، وكانت تعمل تحت مسمى جمعية "الهدى"، وحين مداهمتها من قبل الأمن الأوكراني، تم التحايل على الأمر بتأسيس جمعية جديدة، باسم "الفجر".
ومن جهتها حذرت مجلة "كوزر" الفرنسية فى 14 فبراير 2020 من اهتمام الإخوان بالمؤسسات التعليمية، موضحة أنه "خلال تسعينيات القرن الماضي، تم إنشاء المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، في شاتو شينون في مبنى تابع لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا التابع لتنظيم الإخوان الإرهابى".
ومن بين المؤسسات التعليمية التي أسسها الإخوان في أوروبا أيضاً لاسيما في فرنسا مدرسة في ألزاس وأورليانز، ومدارس خاصة في ليل مثل ليسيه إفروس (ابن رشد الثانوية)، وفي ألمانيا يدير مدرسة EIHW معهد العلوم الإنسانية في ألمانيا، ولعل المنظمة الاخوانية الأكبر في بلاد النور هي اتحاد المنظمات الإسلامية الذى يدير عشرات المدارس.
وأشار تقرير نشره المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات إلى أبرز قيادات الإخوان فى أوروبا، هم "سمير فلاح" مقيم فى ألمانيا وهو مراقب الجماعة في أوروبا، وأحمد الراوي مسئول الشأن الديني والاجتماعي للجماعة في أوروبا، وأنس التكريتي من بريطانيا، وأحمد جاب الله، وأبوبكر عمر، وعمر الأصفر، وفؤاد العلوي من فرنسا، ومصطفى الخراقي ومحمد الخلفي، وشكيب بن مخلوف بالسويد، وعماد البراني، ومحمد كرموص بسويسرا، بالإضافة إلى "نورا جاب الله" القيادية في المنتدى الأوربي للمرأة المسلمة وسها الشيخ، ونهال أبو ستيت، ومحمد حمدان، شقيق أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدولية في حماس، وأحد مؤسسي المجلس النرويجي عام 1993.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة