تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم السبت، بذكرى مرور49 عاما على تجليس البابا الراحل شنودة الثالث على كرسى مارمرقس، ليصبح البطريرك الـ117 بين بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وولد البابا شنودة، باسمن نظير جيد روفائيل، فى 3 أغسطس 1923، بقرية سلام بأسيوط، والتحق بكلية الآداب فى جامعة فؤاد الأول بقسم التاريخ، حيث بدأ دراسة التاريخ الفرعونى والإسلامى والحديث، وحصل على الليسانس بتقدير امتياز عام 1947، وفى السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية.
وعمل نظير جيد مدرسا للتاريخ، بعد التخرج بثلاث سنوات، وحضر فصولاً مسائية فى كلية اللاهوت القبطى فكان تلميذًا وأستاذًا فى الكلية نفسها، ومنذ فترة شبابه، أحب نظير جيد، الكتابة وتأليف القصائد الشعرية، وكان ولعدة سنوات محررًا ثم رئيسًا لتحرير مجلة مدارس الأحد، وفى الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا فى علم الآثار القديمة؛ إذ كان من الأشخاص النشيطين فى الكنيسة وكان خادمًا فى مدارس الأحد. ثم ضباطًا برتبة ملازم بالجيش.
ومن ضمن نشاطاته الكنسية، خّدم نظير جيد بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا فى منتصف الأربعينات، وقد رسم راهباً باسم "انطونيوس السرياني" فى يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال إنه وجد فى الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة فى مغارة تبعد حوالى 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.
وبعد سنة من رهبنته، تمت سيامته قساً، وقد أمضى 10 سنوات فى الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس فى عام 1959. رُسِمَ اسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك فى 30 سبتمبر 1962.
وعندما توفى البابا كيرلس فى الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد فى الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسى البابوية فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة فى 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) فى تاريخ البطاركة.
وفى فى عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما فى ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة فى القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر، وقد أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها فى الكنيسة القبطية حيث تم فى عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التى اندثرت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة