"من يجعل، وهو يرحل، أو يموت، أهله يذكرونه ويستمرون على الإحساس بأنه يعيش معهم، لا يكون قد رحل نهائيا، لا يكون مات تماما" هكذا قال القاص الكبير الراحل سعيد الكفراوى، فى أحد قصص واحدة من أشهر مجموعته القصصية "مدينة الموت الجميل".
وغاب عن عالمنا، أمس السبت، القاص الكبير سعيد الكفراوى، عن عمر ناهز 81 عاما، بعد رحلة طويلة قضاها فى الكتابة والإبداع، قدم فيها العديد من الأعمال، وإن كان إسهامه الأكبر فى المجموعات القصصية، كانت من أشهر مجموعة "مدينة الموت الجميل".
و"مدينة الموت الجميل" مجموعة قصصية، صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2002، وهى تضم مجموعة من القصص القصيرة الشيقة التى تجذب القارئ مثل صندوق الدنيا، الجمعة اليتيمة، مدينة الموت الجميل، خط الاستواء.
وقصص هذه المجموعة مختلفة فى اسلوبها السردي، حيث غلب على بعض القصص ثمة التداعى الحر مما أدى لصعوبة الفهم أحيانا لكن بالمجمل، جاءت تجربة جيدة وبها بعض القصص المميزة، تأتى على رأسهم "قمر معلق فوق الماء" ثم "الجاود للصبي.. الجواد للموت" وبالطبع قصة "مدينة الموت الجميل" التى سميت على اسمها المجموعة.
وبحسب قراءة نقدية، تمثل المجموعة القصصية "مدينة الموت الجميل" صورة من صور الحياة والموت والماضى والحاضر فى المجموعة التى مضى على نشرها أكثر من ثلاثة عقود ولا زالت قادرة على الأمتاع، إذ تتمتع بدقة الوصف فى لوحات حياتية يومية ملونة، وأخرى متخيلة اسطورية غائصة فى الرمز، استطاع من خلالها "الكفراوى" أن يجسد فى قصصه معرضا مكتظا باللوحات والمجسمات والألوان البديعة التى حملتها الحروف من سرد وصفى عجيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة