"أربع ما دور".. حكاية إحياء الأربعاء الأخير من شهر صفر.. أبناء النوبة يحتفلون بذكرى رفع البلاء عن النبى أيوب.. ويجمعون 7 حبوب مختلفة ويدعون الله: "ارفع الغلاء وعمم الرخاء"..ومؤرخ نوبى: عادات توارثوها من الأجداد

الأحد، 15 نوفمبر 2020 09:00 م
"أربع ما دور".. حكاية إحياء الأربعاء الأخير من شهر صفر.. أبناء النوبة يحتفلون بذكرى رفع البلاء عن النبى أيوب.. ويجمعون 7 حبوب مختلفة ويدعون الله: "ارفع الغلاء وعمم الرخاء"..ومؤرخ نوبى: عادات توارثوها من الأجداد أربع ما دور
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

النوبة كتاب مفتوح من العادات والتقاليد والموروثات التى لا يزال يحافظ عليها الكثير من أبنائهم إلى اليوم، وخاصة فى "أرض الذهب" بمحافظة أسوان التى تتمتع بالجمال والطبيعة الساحرة التى حباها الله بها وتنعكس على أهلها الطيبين.

الأكل النوبى

الأكل النوبى

وتعددت العادات والمناسبات بين أبناء النوبة والتى ترتبط بتواريخ معينة أو مناسبات، ومن هذه العادات التى لا يزال يحافظ البعض منهم عليها هى إحياء "أربع ما دور" وهى المناسبة التى تتزامن مع الأربعاء الأخير من شهر صفر من كل عام هجرى، ويحكى المؤرخ النوبى محمد صبحى مرشد سياحى من أبناء النوبة، قصة إحياء هذا اليوم لـ"اليوم السابع"، وطقوسه والهدف من إحيائه.

البيوت النوبية فى أسوان

البيوت النوبية فى أسوان

يحكى العم محمد صبحى، قائلاً: "أربع ما دور" هو إحدى المناسبات النوبية التى لا تزال قائمة فى بعض المجتمعات النوبية مثل "جزيرة سهيل وغرب سهيل وجزيرة هيصة وغرب أسوان وغيرها"، واسم المناسبة يدل على موعدها فهو يوم الأربعاء، وتحديداً الأربعاء الأخير من شهر صفر فهو لا يدور فى نفس الشهر.

تجمع الأهالى فى النوبة

تجمع الأهالى فى النوبة

وتابع "صبحى"، بأن فى ذلك اليوم يتم جمع كمية كبيرة من سبعه أنواع من الحبوب ثم تحمل إلى المسجد ويقرأ عليها شيخ القرية آيات من القران الكريم، وبعد صلاة الظهر تطهو النساء هذه الحبوب، باستخدام "الوقود" وهو جريد النخل اليابس المصفر الذى يجلبه الأطفال من المقابر.

تجمع النساء والأطفال فى النوبة

تجمع النساء والأطفال فى النوبة

وأشار إلى أنه بعد الطهى يؤخذ البعض منها ليقذف فى اتجاه شروق الشمس واتجاه غروبها، وهم يبتهلون إلى الله قائلين "اللهم ارفع الغلاء وعمم الرخاء"، ثم توزع الوجبة على منازل القرية لتناولها قبل غروب الشمس.

محمد صبحى

محمد صبحى

وأوضح المؤرخ النوبى، بأن هذه الشعائر تقام لأن النوبيين يعتقدون أنه يوم تملؤه الشرور ويجب الاحتراز منه ضد "الأرواح الشريرة"، كما أنه فى هذا اليوم يقوم الناس بجمع نبات برى ينمو بجوار الماء ويسمى "رع رع أيوب" أو "الغبيرة"، ويستخدم كصابونه وليفه للاستحمام والاغتسال به فى نهر النيل، ظناً منهم أن هذا يحمى من الإصابة من الأمراض طوال العام.

مساجد النوبة_1

مساجد النوبة_1

ولفت إلى أن هذا اليوم يجمع بين مجموعة من العقائد "المصرية القديمة والنوبية والعهد القديم والإسلامية"، موضحًا أن المصرية القديمة تتمثل فى الأنواع السبعة من الحبوب فهى ربما لها علاقة بأعياد الحصاد عند الفراعنة فقد كانوا أكثر البلاد إنتاجا للحبوب، والدعاء برفع الغلاء ربما يعبر عن فترات الجفاف لتوقف فيضان النيل "البقرات العجاف"، وإلقاء الطعام فى اتجاه شروق الشمس واتجاه غروبها واسم النبات رع رع ربما كان له علاقه بعباده الشمس "رع".

مسجد فى النوبة

مسجد فى النوبة

وتابع: أما بالنسبة للعهد القديم، ويعتقد بأن هذا اليوم هو الذى شفى الله فيه نبى الله أيوب عليه السلام من الأمراض، ويتضح هذا من استخدام نبات رع رع أيوب للشفاء، لافتًا إلى أن المعتقدات النوبية تتمثل فى الاغتسال فى النهر والاعتقاد فى الأرواح الشريرة التى يجب الاحتراز منها، أما الإسلامية فهى قراءة القرآن على الحبوب بواسطة الشيخ داخل المسجد، وأيضًا المناسبة تقع فى شهر صفر فهو شهر هجرى، فهى تربط بين عقائد مختلفة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة