يعيش إقليم تيجراي الواقع شمال إثيوبيا حالة حرب منذ الرابع من نوفمبر الجاري بعد إطلاق عملية عسكرية به ردا على هجوم شنته جبهة التحرير ضد قاعدة عسكرية إثيوبية في الإقليم.
يشهد الصراع في تيجراى تصاعدا سريعا فى الأحداث، ففيما تستمر الاشتباكات فر الآلاف من منازلهم للمناطق الحدودية مع السودان هربا من القتال الدائر ونقص الخدمات.
قلق أممى
وأفادت ميشيل باشيليت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بورود تقارير عن وقوع أعمال قتل جماعي في بلدة ماي - كادرا بإقليم تيجراي، وأعربت مفوضة الأمم المتحدة عن القلق المتنامي من التدهور السريع للوضع في الإقليم.
وقال ديميكي ميكونين وزير خارجية إثيوبيا، اليوم الأحد، إن العملية العسكرية في إقليم تيجراي تتقدم، متعهدا بالعمل على حماية المدنيين، جاء ذلك نقلا عن قناة العربية الإخبارية.
إريتريا على الخط
فى غضون ذلك، شنت جبهة تحرير تيجراي ليل السبت هجوما على منشآت في إريتريا، بينها مطار العاصمة أسمرة، ليتحول صراعها مع حكومة إثيوبيا إلى نزاع دولي، وفقا لما ذكرته الأحد مصادر رسمية من إقليم تيجراي (شمالي إثيوبيا).
وذكر المتحدث باسم الجبهة، جيتاشيو رضا، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أن "قوات الدفاع في تيجراي ضربت مطار أسمرة، ومناطق أخرى تستخدم لشن هجمات على تيجراي".
وكشف دييرتسيون جيبريمكاييل، رئيس جبهة تيجراي، عن امتلاك الجبهة صواريخ بعيدة المدى، متعهدا باستخدامها عند الضرورة، واتهم رئيس جبهة تيجراي، في تصريحات أوردتها قناة العربية الإخبارية، إريتريا بحشد فرقا عسكرية على حدود الإقليم، مؤكدا القدرة على الصمود في الحرب الحالية حتى النهاية.
قوات-إثيوبية
فيما قال زعيم منطقة تيجراي الإثيوبية إن قواته تقاتل قوات إريترية إلى جانب القوات الإثيوبية "على عدة جبهات" خلال الأيام القليلة الماضية، وأوضح أن قواته قصفت مطار العاصمة الإريترية أسمرة ليل السبت، مؤكدا أن قواته لم تقصف مدينة مصوع الإريترية مشيرا إلى أن قواته تقاتل "16 فرقة" من فرق الجيش الإريتري،
لكن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد أكد اليوم الأحد، أن بلاده قادرة على تحقيق أهداف عمليتها العسكرية في ولاية تيجراي المتمردة "بنفسها".
وأصدر أبي أحمد البيان على تويتر بعد ساعات من إعلان قائد قوات تيجراي المتمردة دبرصيون جبراميكائيل أن قواته تقاتل قوات من إريتريا المجاورة بالإضافة إلى القوات الإثيوبية.
نزوح جماعى إلى السودان
وفر الآلاف من أقليم تيجراى إلى المناطق الحدودية مع السودان، وقال مساعد المفوض السامي لشئون اللاجئين بالسودان هيسي مان إن موقف اللاجئين الاثيوبيين في منطقة حمداييت بولاية كسلا (شرق السودان)، صعب في ظل وجود أعداد كبيرة لللاجئين الاثيوبيين، الفارين من المواجهات العسكرية في إقليم "تيجراي".
وذكرت وكالة السودان للأنباء (سونا) أن مساعد المفوض السامي لشئون اللاجئين بالسودان، تفقد أوضاع اللاجئين بمنطقة حمداييت، برفقة ممثل حكومة ولاية كسلا محمد موسي عبد الرحمن.
اللاجئون الإثيوبيون
وقال هيسي مان إن الزيارة لمعسكر الاستقبال تأتي بغرض الاستجابة واستجلاء الوضع حتي يمكن تقديم ما يمكن تقديمه للاجئين، إلى جانب الترتيب لامكانية نقل اللاجئين إلى معسكر "ام راكوبة" بولاية كسلا.
وضع إنسانى حرج
وناشد المنظمات والجهات الداعمة الاستمرار في تقديم الدعم لللاجئين والاستجابة لمتطلبات الأعداد المتوقعة، مشيدا بالخطوات التي قام بها مجتمع المنطقة وعدد من الجهات للتصدي لاحتياجات اللاجئين في المرحلة الأولى.
من جانبه، أوضح ممثل والي كسلا، أن الوضع الإنساني حرج بدرجة كبيرة الأمر الذي يتطلب وقوف كل المنظمات والمجتمعات للتضافر في هذه المحنة.
ودعا ممثل جمعية الهلال الأحمر السوداني بمعسكر الاستقبال محمد عمر صالح، إلى ضرورة توفير توفير الأدوية للحالات المرضية في المعسكر فضلا عن الاحتياجات الأخرى بشكل أسرع.عبر إثيوبيون فارون من الحرب في منطقة تيجراي بشمال البلاد نهرا حدوديا إلى السودان المجاور اليوم السبت بعضهم في قوارب وبعضهم عن طريق السباحة أو الخوض في المياه.
وفي حديثهم لرويترز في بلدة حمداييت الحدودية السودانية سرد الفارون روايات عن الصراع المتصاعد في ولاية تيجراي حيث تقاتل القوات الحكومية مقاتلين موالين لزعماء محليين متمردين.
عبور-النهر
ويوجد في البلدة الصغيرة مخيم يضم ثمانية آلاف لاجئ. ووصل عدة مئات صباح اليوم السبت ويكتظ مئات آخرون على الضفة الصخرية لنهر تيكيزي، وروى اللاجئون قصصا عن هجمات بالمدفعية وإطلاق نار في الشوارع مع امتداد القتال إلى ولاية أمهرة المجاورة.
ومع صعوبة الوصول إلى تيجراي وتعطل الاتصالات إلى حد كبير، كان من المستحيل التحقق من طبيعة الصراع أو التأكد من روايات اللاجئين، وقالت امرأة عجوز "نحن جائعون ونخشى أن يقتلونا" في إشارة إلى القوات الحكومية التي تقاتل الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وكانت تتحدث بعد لحظات من دفع مبلغ 30 بيرا إثيوبيا (حوالي 80 سنتا أمريكيا) لمالك قارب صغير ليعبر بها النهر في حين شوهد أطفال ونساء يسبحون. وقال لاجئون إن شخصا غرق أثناء محاولته العبور في الليلة السابقة.
وقالت نيكسيتي (42 عاما) إن شقيقها قتل برصاص مسلحين متحالفين مع الحكومة أمام منزلهم في حميرة بولاية تيجراي وتعرض مطعمها الصغير للنهب. ولم يكن من الممكن التحقق من روايتها.
التبرع-بالدم-للمصابين
وكان المسؤولون السودانيون يقومون بتسجيل اللاجئين، وقال صلاح رمضان مدير إدارة المدينة الحدودية "الناس جائعون والتدفق مستمر للاجئين ولكن ليس لدينا الكثير لنقدمه".
وقال مبارك عبد الله وهو مزارع سوداني يبلغ من العمر 28 عاما إن الإمدادات في سوق الغذاء المحلي آخذة في التناقص.بي أحمد: إثيوبيا تستطيع تحقيق أهداف عمليتها العسكرية في تيجراي بنفسها.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قد بدأ هجوما عسكريا في منطقة تيجراي الشمالية يوم الرابع من نوفمبر، بعدما اتهم قوات تيجراي بمهاجمة قوات اتحادية متمركزة في الإقليم الشمالي الذي يقع على الحدود مع إريتريا والسودان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة