في ظل الظروف التي يشهدها العالم بسبب فيروس كورونا، من المؤكد أن موسم عيد الميلاد هذا العام سيكون مختلفاً عن أي وقت مضى، حيث يهدد تفشى الفيروس التاجى أو تقييد الاحتفالات فى أغلب دول العالم، لكن يعتقد مشغلو السياحة بمنطقة لابلاند في فنلندا، أن بعض الإجراءات من الممكن أن تصبح أفضل طريقة لإنقاذ فرحة عيد الميلاد، مثل لقاء شخصية "بابا نويل" من خلف حاجز زجاجي، إضافة إلى ارتداء معاونيه من الأقزام الأقنعة ومحافظتهم على مسافة التباعد الاجتماعى.
ليس ذلك فحسب، بل إن هذه الإجراءات ستساعدهم لإنقاذ أنفسهم من عام قاس شهد انخفاضاً في أعداد الزوار، بعد تحقيق مستويات قياسية في عام 2019، وعلى الرغم من الموجة الثانية من حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء أوروبا، والتي أدت إلى عمليات إغلاق جديدة، ستسمح قواعد الحجر الصحي الجديدة في فنلندا بزيارات مدتها 72 ساعة في البلاد دون الحاجة إلى الحجر الصحي.
وسيسمح للسياح من منطقة تأشيرة شنجن في الاتحاد الأوروبي وأوروبا، المكونة من 26 دولة، بالوصول بشرط إجراء فحص "كوفيد-19" سلبي قبل 72 ساعة من مغادرة الرحلة، وفقا لــ"CNN"، وتتطلب الإقامات لفترة طويلة الخضوع للعزلة الذاتية وإجراء فحص "كوفيد-19" مرة ثانية، ومع ذلك، فإن القواعد عرضة للتغيير.
وتقول سانا كاركينن، المديرة التنفيذية لشركة "زوروا روفانييمي"، وهي مدينة فنلندية ومسقط رأس شخصية "بابا نويل"، التي تقع على ارتفاع الدائرة القطبية الشمالية في منطقة لابلاند الفنلندية إن "احتفال عيد الميلاد هذا لم يلغ بالتأكيد"، وتوضح كاركينن أن هذا العام سيكون مختلفاً عن الأعوام السابقة، مضيفةً أنها متأكدة من أن المسافرين الذين يأتون إلى هنا في نهاية المطاف سيجدون متعة كبيرة.
وتشير كاركينن إلى أن الشركات في المنطقة تعمل بكثافة منذ الصيف استعداداً لموسم العطلات، مما يضمن اتباعها لبروتوكولات الصحة والسلامة حرفياً، وتشرح كاركينن أنه تم إنشاء نموذج سفر يطلق عليه اسم "Covid-safe"، ويضم شبكة كبيرة من مزودي السياحة والوجهات في لابلاند، موضحة: "نحن ملتزمون بالعمل بهذه الطريقة، لنظهر للسياح بأننا نبذل قصارى جهدنا لجعل السياحة آمنة".
وبالإضافة إلى لقاء بابا نويل من خلف حاجز زجاجي، وارتداء معاونيه الأقزام معدات الوقاية الشخصية، ترى كاركاينين أن عدم وجود مجموعات كبيرة، والتركيز على المجموعات الفردية، يعني أن زوار ورشة عمل بابا نويل لن يجدوا أي مشاكل في ضمان التباعد الاجتماعي، وتوضح كاركاينن: "بطريقة ما، تساعدنا أعداد الزوار المنخفضة في تطوير مستوى الخدمة، من خلال مزج الإجراءات الصحية ومطابقتها مع جميع الخدمات التي نقدمها".
وتعد فترة 72 ساعة مدة إقامة قصيرة للغاية للاستمتاع بمنطقة لابلاند بشكل كامل، بحسب ما قالته كاركاينن، ورغم ذلك، إلا أن مشغلي الرحلات قاموا بتعديل الجداول الزمنية، من خلال جمع تجارب ركوب الزلاجات، وجولات كلاب الهاسكي، ومشاهدة ظاهرة الشفق القطبي قبل إعادة المسافرين إلى المطار في الوقت المناسب لمغادرة سريعة.
وأشاد أليستير ماكلين، العضو المنتدب لشركة "Artisan Travel Company"، التي تدير رحلات مخصصة إلى المنطقة، بكيفية تكيف فنلندا مع الوضع الحالي، مشيراً إلى أن الحكومة الفنلندية تعمل بشكل وثيق مع ممثلي السياحة في لابلاند لتحقيق التوازن الدقيق بين التحكم في تفشي عدوى فيروس كورونا والسماح لقطاع السياحة الحيوي الخاص بهم بالعمل بأمان.
ويضيف ماكلين أن طبيعة الأنشطة الخارجية المتوفرة في لابلاند تعني أنه من الأسهل الحفاظ على مسافة تباعد آمنة، ويرى ماكلين أنه بعد الطريقة المذهلة التي تكيف بها الجميع مع "الوضع الطبيعي الجديد" لعام 2020، فإن قضاء عطلة سحرية لا تُنسى في نهاية العام سيكون مجزياً للغاية، حتى مع وجود بعض احتياطات السلامة الإضافية