أكرم القصاص

بعد إصابة صلاح.. كورونا بين الالتزام والإهمال والعالمين ببواطن «الفيروس»

الإثنين، 16 نوفمبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يمكنه أن يجزم بمكان التقاط النجم، محمد صلاح، الفيروس بالداخل أو الخارج، لكن المؤكد من إعلان إصابة المشاهير أن الفيروس لا يفرق بين أحد، وأن الإجراءات الاحترازية مفيدة، التباعد والكمامات، بشرط أن تستمر، ومع هذا فإن ثغرة واحدة تكفى لينفذ الفيروس من الحراسات والإجراءات، ويدخل إلى الجسد، لقد انقسم البعض كالعادة فى تحديد مكان التقاط صلاح للفيروس، وهل هو من مصر أم جاء به من بريطانيا أو من الطائرة، وهو جدل لا يمكن حسمه، حتى لو ادعى كل طرف علمه ببواطن الفيروس. 
 
وفى مصر، هناك صور متناقضة بين من يتمسكون بالإجراءات والاحترازات ومن يتعاملون باستهتار أو بعدم اهتمام، وأحيانا بتجاهل وجود الفيروس، رغم أن الموجة الثانية لكورونا تجتاح العالم وتتزايد الإصابات بشكل غير مسبوق فى أمريكا وأوروبا، وتتجاوز 150 ألف حالة يوميا فى الولايات المتحدة، وفى أوروبا تم اتخاذ إجراءات حجر جزئى، ووضع محاذير على الحركة والمقاهى والمحلات.
 
وفى مصر، رفعت الحكومة من تحذيراتها للمواطنين، وفرضت على مواقف النقل العام إلزام الركاب بالكمامات والتباعد، لكن حجم الاستجابة ظل متفاوتا بين أفراد يلتزمون عموما بالكمامة، وأغلبية ترفض الالتزام، وفى مترو الأنفاق، يرتدى البعض الكمامة شكليا ويخلعها بعد الدخول، كأنه يقول إنه يرضى المفتشين من دون اقتناع. وقد حذر رئيس الوزراء مرات، من أن عدم الالتزام قد يجبر الحكومة على اتخاذ إجراءات أصعب. 
 
مع دخول موسم الشتاء، احتمالات الإصابات بكورونا أكثر بعشرات المرات، فضلا عن أن تداخل كورونا مع الأنفلونزا والبرد العادى يضاعف من الخوف والارتباك لدى من يصابون بالبرد، خاصة من الأعمار الأكبر، والمصابين بأمراض تنفسية أو مزمنة، وهم أكثر عرضة لتداعيات الفيروس الخطرة، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك بالفعل مصابين يعزلون أنفسهم، ويبدأون بروتوكولات العلاج مبكرا مما يساعد على شفائهم.
 
ولعل إصابة نجم مصر وليفربول، محمد صلاح، تعيد التذكير بأن كورونا يمثل خطرا، وأنه موجود من حولنا، وهو فيروس غير مرئى يمكن مواجهته حال اكتشافه، لكنه قد يحمل خطورة أكبر فى حالة تأخر اكتشافه، وكل هذا يدعو إلى التزام أكبر بالإجراءات الاحترازية، والتراجع عن تجمعات يمكن أن تكون مركزا لتوزيع العدوى، فى حرب ما زالت تحمل تفاصيل وخرائط غامضة، وتحمل ألغازا حول طبيعة الفيروس وطريقة العدوى وسلالات أو أنواع منه.
 
ويرى قطاع من الخبراء أنه لا يفترض الاستناد إلى أن الإصابات متوسطة حتى الآن فى مصر ودول أفريقيا، لأننا بدأنا الانتباه فى الربيع، ولم نجرب التعامل مع الفيروس فى الشتاء، ومن الواضح فى الموجة الثانية أن الفيروس أسرع انتشارا، وأن الوقت مبكر على الوصول إلى ما يسمى مناعة القطيع، أو نجاح المنظمات والشركات العالمية فى التوصل لإنتاج كميات كافية من اللقاح، مع التأكد من فاعليته، وهو أمر يتطلب أن تتوفر تمويلات ومعامل وأدوات تكفى لإنتاج مليارات الجرعات للبشر فى أنحاء العالم، وكلها ترتبط بسياسات وإجراءات، فضلا عن إمكانات صناعية توفر الظروف الملائمة لتخزين ونقل اللقاحات. 
وحتى اللحظة التى يتم الإعلان فيها عن أمان تام، يفترض الالتزام بالإجراءات المعروفة حتى الآن، وعدم الارتكان إلى إهمال لا يضر الفرد نفسه، لكنه يشكل بؤرة تضر من حوله فى كل الاتجاهات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة