أعربت منظمة الصحة العالمية عن القلق إزاء زيادة حالات الإصابة بمرض فيروس كورونا خاصة في أوروبا والأمريكيتين، حيث يتم الدفع بالنظم الصحية والعاملين الصحيين إلى ما يتجاوز طاقتهم القصوى.
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم جيبرييسوس عما وصفها بالأنباء "المشجعة" المتعلقة بالتوصل إلى لقاحات أثبتت فعالية عالية في التصدي لمرض كـوفيد-19: "نظل متفائلين بحذر بشأن إمكانية بدء استخدام أدوات جديدة في الأشهر المقبلة"، ودعا د. تيدروس إلى مواصلة الالتزام باتباع الإرشادات والتوجيهات المعنية بالتصدي للجائحة.
ووفق الصحة العالمية يشير خبراء منظمة الصحة العالمية إلى وجود تساؤلات كثيرة حول اللقاحات المقبلة، أبرزها يتعلق بالمدة الزمنية التي يقدم فيها اللقاح الحماية للبشر قبل انتهاء مفعوله، والآثار الجانبية للمصل على المرضى وخاصة كبار السن.
وأوضح مدير عام منظمة الصحة العالمية أنه من الضروري التأكد من وجود عدد كاف من الكمامات والقفازات ومعدات الحماية الأخرى، مع القدرة على الوصول إلى ما يكفي من الاختبارات والعلاجات والإمدادات لمواجهة الطلب على اللقاحات الآن.
جاءت تصريحات د. تيدروس من مقرّ المنظمة في جنيف، بعد انتهاء فترة الحجر الصحي التي خضع لها لمدة أسبوعين إذ خالط شخصا ثبتت إصابته بالفيروس. وقال د. تيدروس: "كنت بخير ولم أعانِ من أعراض، والآن مرّ 17 يوما ولا زلت أتبع (التوجيهات الموصى بها). بسبب عدم وجود أعراض لم أر حاجة لإجراء الاختبار، وأؤكد لكم أنني بخير وأنا منخرط بشدة في العمل. وأهم شيء هو اتباع البروتوكول".
وأضاف منذ بداية الجائحة، أصيب 65 شخصا من موظفي منظمة الصحة العالمية في جنيف بكوفيد-19، من العاملين عن بُعد من منازلهم ومن مقر المنظمة. وأكدت المنظمة تقديم الرعاية المناسبة لهم والقيام بتتبع الأشخاص المتصلين بهم وغير ذلك من البروتوكولات اللازمة. ومن بين تلك الحالات، 49 حالة سُجلت في الأسابيع الثمانية الماضية.
وأشار د. تيدروس إلى أن فيروس كورونا هو "فيروس خطير يمكنه مهاجمة كل جهاز في الجسم"، مشيرا إلى أن البلدان التي تركت الفيروس طليقا دون رادع "تلعب بالنار".
وقال: "أولا سيكون هناك المزيد من الوفيات والمعاناة التي لا داعي لها. وثانيا رأينا عددا أكبر من الأشخاص الذين يعانون من تأثيرات طويلة المدى للفيروس، وثالثا يواجه العاملون الصحيون على وجه الخصوص ضغطا نفسيا شديدا وتثقل الحالات كاهل الأنظمة الصحية في دول كثيرة".
وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات وأدوات لزيادة قدرة القوى العاملة الطبية والصحية العامة والإمدادات والمرافق لإدارة المرض، كما نشرت 150 فريقا طبيا للطوارئ، وتساعد هذه الفرق البلدان على تخطيط وتنفيذ استجاباتها للحالات الطارئة.
وتابع د. تيدروس يقول: "تعمل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها مع الحكومات والقادة الصحيين لضمان وجود حماية للعاملين الصحيين المصابين، وللتأكد من وجود أسرّة كافية لمرضى كوفيد-19 واستمرار تقديم الخدمات الصحية الأساسية بأمان".
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ترتبط حالة وفاة واحدة تقريبا من بين كل خمس وفيات ناجمة عن كوفيد-19 في المنطقة الأفريقية بمرض السكري.
دعا د. تيدروس إلى الاستثمار في قوة عاملة صحية عامة مدربة تدريبا جيدا ومحمية ولديها ما يكفي من الأدوات لتتبع المخالطين والتأكد من عزل المرضى وإدارة المرض بشكل فعّال.
وأشار إلى أن البلدان التي استثمرت في تحديد حالات كوفيد-19 والرعاية والعزل والحالات المتركزة في المجتمعات والاختبار المناسب بنتائج سريعة وتتبع جهات الاتصال ودعم الحجر الصحي تواجه قدرا أقل من الاضطرابات.
وأضاف قائلا: "نظرا لأن الدول تتخذ إجراءات صارمة للحد من الانتشار السريع لكوفيد-19، فقد حان الوقت للاستثمار في الأنظمة التي ستمنع موجات أخرى من الفيروس".
كما دعا إلى بذل الجهود لدعم العاملين الصحيين والحفاظ على المدارس مفتوحة وحماية المستضعفين والاقتصاد. "إنه ليس خيارا بين البقاء على قيد الحياة وسبل كسب الرزق، أسرع طريقة لفتح الاقتصادات هي هزيمة الفيروس".
وقال مدير المنظمة أنه بلغ إجمالي الالتزام بدعم مرفق كوفاكس 5.1 مليار دولار، بعد تعهد المفوضية الأوروبية وفرنسا وإسبانيا وكوريا بتقديم 360 مليون دولار. لكن، تشير منظمة الصحة العالمية إلى الحاجة العاجلة إلى توفير 4.2 مليار دولار أخرى، و23.9 مليار دولار مطلوبة عام 2021، لضمان نشر اللقاحات بسرعة في جميع أنحاء الكرة الأرضية وأوروبا وأفريقيا لإنقاذ الأرواح، ودعم النظم الصحية والسير باتجاه تعافٍ عالمي حقيقي.
وقال د. تيدروس: "مع إنفاق الدول تريليونات الدولارات لدعم الاقتصادات، يمثل كوفاكس أفضل طريقة ممكنة لأنه سيعني التعافي الأسرع للجميع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة