أكرم القصاص - علا الشافعي

قناة السويس.. من فكرة سنوسرت الثالث إلى معجزة ديلسبس وقناة السويس الجديدة

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 04:50 م
قناة السويس.. من فكرة سنوسرت الثالث إلى معجزة ديلسبس وقناة السويس الجديدة قناة السويس - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واحدة من أهم المشروعات المصرية العملاقة على مر تاريخ البلاد، قناة أعادت شكل خريطة العالم، وقللت عمر الملاحة العالمية، فأصبحت معجزة بحرية، وقبلة مصرية للسفن العالمية، إنها قناة السويس.

قناة السويس
قناة السويس

وتمر اليوم الذكرى الـ151 على افتتاح قناة السويس البحرية للملاحة أمام حركة السفن البحرية، تعتبر هذه القناة أول قناة اصطناعية تستخدم فى السفر والتجارة، وتعود الفكرة الأساسية فى إنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط إلى قديم الزمن حيث حفرت مصر أول قناة إصطناعية على سطح الكوكب عندما حفر الفراعنة قناة تربط بين نهر النيل والبحر الأحمر.

الأعمال الهندسية أثناء حفر القناة.
الأعمال الهندسية أثناء حفر القناة

​وبحسب الموقع الرسمى لهيئة قناة السويس، فإن مصر كانت هى أول بلد حفر قناة صنعها الإنسان عبر أراضيها لربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر عبر فروع نهر النيل، وأول من حفر هذه القناة هو فرعون مصر سنوسرت الثالث (1874 قبل الميلاد)، وقد طمرت هذه القناة بالطمى بسبب افتقارها الى الصيانة فترة طويلة من الزمن ثم أعيد فتحها عدة مرات على النحو التالي:

كان نخاو أول من قام بمحاولة حفر قناة الى بحر اروترى (خليج السويس والبحر الأحمر حاليًا وكان يمتد ليصل قرب مدينة الإسماعيلية الحالية) والتى أتمها فيما بعد داريوس الفارسي، بلغ طول هذه القناة أن استغرقت السفن أربعة أيام لعبورها، وكان إتساعها يسمح لسفينتين تتحركان بالمجاديف بالمرور بجوار بعضهما.

وقام بجلب المياه للقناة من نهر النيل، جرت هذه القناة إلى الشمال قليلاً من مدينة بوبست (تل بسطا حاليًا) حتى مدينة باتيموس (تل المسخوطة حاليًا) لتنتهى فى بحر اروتري، وكانت بداية الحفر على طول هذه الأجزاء من السهول المصرية التى تقع فى مقابل بلاد العرب (الصحراء الشرقية حاليًا) وبمحازاة سلاسل الجبال التى تمتد مقابل منف حيث توجد المحاجر.

العمال المصريون أثناء حفر القناة بأدوات بدائية.
العمال المصريون أثناء حفر القناة بأدوات بدائية

أعيد حفر القناة، بعد أن كانت مهملة، وذلك تحت حكم الحاكم الفارسى داريوس الأول (522-486 ق م) حيث يمكن رؤيتها الآن على طول وادى الطميلات. ووفقا لهيرودوت، كانت هذه القناة واسعة بما فيه الكفاية لتمر سفينة بأخرى ومجاديف السفينتين مفرودة، وتستغرق الرحلة فى القناة أربعة أيام، وقد أخلد داريوس ذكرى الانتهاء من القناة بوضع سلسلة من الشواهد الجرانيتية على طول ضفة النيل.

ويقال إن هذه القناة قد تم مدها إلى البحر الأحمر خلال عهد بطليموس الثانى فيلادلف (285-246 ق م)، وأهملت فى وقت مبكر خلال الحكم الرومانى ، ولكن أعيد بناؤها من جديد فى عهد تراجان (98-117 م). وعلى مدى عدة قرون، كانت تهمل وأحيانًا يتم تكريكها من قبل مختلف الحكام لأغراض مختلفة ولكنها محدودة.

رسم قديم يظهر مسار القناة من جهة السويس.
رسم قديم يظهر مسار القناة من جهة السويس.

أعاد عمرو بن العاص بناء القناة بعد الفتح الاسلامى لمصر وربط النيل إلى البحر الأحمر لإنشاء خط جديد للإمدادات من القاهرة وقد كانت تستخدم لشحن الحبوب الى الجزيرة العربية ولنقل الحجاج إلى الأراضى المقدسة، أغلقت القناة فى 767 م من قبل الخليفة العباسى المنصور لقطع الإمدادات عن المتمردين فى الدلتا وتجويع الثوريين فى المدينة المنورة.

فى عام 1854 نجح الدبلوماسى الفرنسى المهندس فرديناند مارى دى ليسبس فى حشد اهتمام نائب الوالى سعيد باشا للمشروع.

فى عام 1858 تشكلت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية وحصلت على امتياز لحفر قناة وتشغيلها لمدة 99 عامًا على أن تؤول ملكيتها بعد ذلك إلى الحكومة المصرية. تأسست الشركة على أنها مؤسسة مصرية خاصة ويملك معظم أسهمها مستثمرين مصريين وفرنسيين. وفى عام 1875 قامت الحكومة البريطانية بشراء أسهم الحكومة المصرية.

رسم افتتاح القناة الموجود على النصب التذكاري بالإسماعيلية
رسم افتتاح القناة الموجود على النصب التذكاري بالإسماعيلية

وبدأ حفر القناة بالفعل فى 25 أبريل لعام 1859 وبين ذلك إلى 1862 تم الإنتهاء من الجزء الأول من القناة. ومع ذلك ومع تولى إسماعيل الحكم خلفًا لسعيد باشا توقف العمل من جديد . فلجأ فرديناند دى لسبس مرة أخرى لنابليون الثالث، وتشكلت لجنة دولية فى مارس من عام 1864، وقامت اللجنة بحل المشاكل وفى غضون ثلاث سنوات اكتملت القناة فى يوم 17 نوفمبر 1869 حيث أزيل الحاجز عند السويس وتدفقت مياه البحر الأبيض المتوسط الى البحر الأحمر وافتتحت قناة السويس للملاحة العالمية.

مدافع السفن تدوي احتفالاً بوصول الضيوف
مدافع السفن تدوي احتفالاً بوصول الضيوف

بعد ثورة يوليو 1952، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر فى 26 يوليو 1956 قرارًا بجعل قناة السويس تحت الإدارة المصرية 100%، ما أثار غضب الدول الكبرى الذى أدى بدوره إلى العدوان الثلاثى على مصر في 29 أكتوبر 1956 الذي تسبب فى إغلاق قناة السويس، وأعيد فتحها في مارس 1957.

واحدة من إحدى عمليات عبور القناة في القرن التاسع عشر.
واحدة من إحدى عمليات عبور القناة في القرن التاسع عشر

وفى الألفية الثالثة، وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، تم افتتاح قناة السويس الجديدة، وهى تفريعة جديدة من الكيلو متر 61 إلى الكيلو متر 95 (طبقًا للترقيم الكيلو مترى للقناة). تم افتتاحها فى 6 أغسطس 2015 بطول 35 كم، بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كم ليصبح الطول الإجمالى للمشروع 72 كم من الكيلو متر 50 إلى الكيلو متر 122، يهدف مشروع القناة الجديدة إلى تلافى المشكلات القديمة لقناة السويس من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد على 11 ساعة فى منطقة البحيرات المرة، ويسمح باستيعاب قناة السويس للسفن العملاقة بغاطس 65 قدم بتكلفة بلغت 4 مليارات دولار، مما سيساهم فى زيادة دخل القناة مستقبلاً بنسبة 259%.

قناة السويس الجديدة
قناة السويس الجديدة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة