انتهت معركة بدر الكبرى بهزيمة الكفار هزيمة نكراء، كان لها دورها الفاصل فى مستقبل التاريخ الإسلامى، لكن ما الذى حدث لجثث المشركين الذين قتلوا فى المعركة، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "طرح رؤوس الكفر فى بئر يوم بدر":
قال ابن إسحاق: وحدثنى يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة قالت: لما أمر رسول الله ﷺ بالقتلى أن يطرحوا فى القليب، طرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف، فإنه انتفخ فى درعه فملأها فذهبوا ليخرجوه فتزايل لحمه، فأقروه وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة.
فلما ألقاهم فى القليب، وقف عليهم فقال: "يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا، فإنى قد وجدت ما وعدنى ربى حقا".
قالت: فقال له أصحابه: يا رسول الله أتكلم قوما موتى؟
فقال: "قد علموا أن ما وعدهم ربهم حقا"
قالت عائشة: والناس يقولون لقد سمعوا ما قلتُ لهم، وإنما قال رسول الله ﷺ: لقد علموا.
قال ابن إسحاق: وحدثنى حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: سمع أصحاب النبى ﷺ رسول الله من جوف الليل، وهو يقول: "يا أهل القليب، يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام - فعدد من كان منهم فى القليب - هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإنى قد وجدت ما وعدنى ربى حقا".
فقال المسلمون: يا رسول الله ﷺ أتنادى قوما قد جيفوا؟
فقال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبونى".
وقد رواه الإمام أحمد، عن ابن أبى عدى، عن حميد، عن أنس، فذكر نحوه.
وهذا على شرط الشيخين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة