ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم الأربعاء، قداس تدشين مذابح كنيسة السيدة العذراء مريم "قصرية الريحان" في مصر القديمة، بمشاركة العديد من أساقفة وكهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسهم الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة، وبحضور نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، وذلك تزامنا مع الذكرى الثامنة لتنصيب البابا تواضروس الثاني بطريركًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية والذي تم في 18 نوفمبر 2012.
القرن الخامس الميلادي
وكنيسة العذراء "قصر الريحان" بنيت فى القرن الخامس الميلادى ضمن مجموعة من الكنائس داخل نطاق حصن بابليون، وتذكر المراجع القديمة والمخطوطات الأثرية على الكنيسة كانت تسمى "درب التقى" والزقاق المؤدى لها كان يسمى (زقاق بنى الحصين) نسبة إلى حصن بابليون.
لماذا سميت الكنيسة بـ"قصرية الريحان"؟
تشتهر هذه الكنيسة باسم قصرية الريحان ولهذه الشهرة سبب، فمنذ القرن الرابع عندما أعلن الإمبراطور قسطنطين الديانة المسيحية كديانة رسمية للدولة، اهتم الأقباط ببناء الكنائس وإطلاق أسماء القديسة العذراء مريم والملائكة والرسل والشهداء على هذه الكنائس، ولتميزها بعضها عن بعض وخصوصاً كنائس العذراء مريم فأطلقت عليها بعض الصفات، مثل "المغيثة " بحارة الروم، و"الدمشيرية"بمصر القديمة، و"حالة الحديد" بحارة زويلة، أما هذه الكنيسة باسم قصرية الريحان جاء من واقعة تاريخية.
وبحسب التراث الكنسي فسبب التسمية جاء أيام البابا خائيل الثالث (880 ــ907 ميلادية ) ، وكان محل اقامته بكنيسة العذراء المعرفة بالمعلقة ،وحدث أن أحد أرخنة – أغنياء- الاقباط في عصر الدولة الطولونية وكان إسمه يوحنا أبو مقارة قد وقع عليه ظلم بين، فتشفع بالسيدة العذراء ان تنجيه مما هو فيه، فتجلت له السيدة العذراء بهيئة نورانية ، ووعدته بنهاية مشكلته وطلبت منه إعمار كنيستها التى كانت قد اندثرت واوضحت له مكانها الحالى واوضحت المكان بعلامة، حيث يجد وعاء مزروع به نبات ذكى الرائحة هو نبات الريحان من هنا جاءت التسمية (قصرية الريحان) ، و فعلا ذهب هذا الأرخن إلى هذا المكان ووجد وعاء نبات الريحان ، و نقب عن أطلال الكنيسة و أعاد بناءها بصورة جميلة ، وتخليدا لتذكار هذه الواقعة زينت نوافذ الكنيسة بمناظر “وعاء الريحان” .
تبادل ملكية الكنيسة بين طائفة الروم الأرثوذكس والأقباط الأرثوذكس
يذكر الموقع الرسمي للكنيسة، قصة تبادل ملكية الكنيسة، حيث يقول إنه في نهاية حكم الفاطميين قرب نهاية القرن الحادى عشر كان للحاكم زوجة تنتمى لطائفة الروم ، فأوعزت للخليفة أن يمكن أبناء جلدتها من هذه الكنيسة وفعلاً استجاب لها، ووافق لطائفة الروم الأرثوذكس، أن يقومون بالصلاة وإقامة شعائرهم في هذه الكنيسة.
ولكن الاقباط الأرثوذكس، استردوا ملكية الكنيسة بعد انتهاء حكم الدولة الفاطمية، بحسب موقع الكنيسة، الذى تابع، ومما يدل على صحة هذه المعلومة أنه كان للكنيسة مدخل من الجهة الغربية فى السور الفاصل بين أرضية فناء الكنيسة وبين أرض طائفة الروم الارثوذكس (مدافن حالية) وكان هذا المكان يسمي قاعة وصل حيث يتصل بملكية الأورام، وقد أغلق هذا المكان منذ القرن الرابع عشرة واستقرت ملكة الكنيسة لطائفة الأقباط الأرثوذوكس وتناوبت علي الكنيسة منذ ذلك التاريخ الترميمات والتجديدات حتى الحريق الذي دمر الكنيسة بالكامل في 19 مارس 1979.
ودشن البابا تواضروس الثاني 3 مذابح في الكنيسة الأثرية، باسماء السيدة العذراء وآخر باسم القديس الأنبا رويس، والثالث باسم أبو سيفيين، بعد تجديدها وتجديد مذابحها، مشيرا إلى أن خطوة التدشين قد تتأخر مستشهدا بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية التي تم تدشينها منذ عامين رغم بنائها منذ 50 عاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة