ما زالت تبعات وباء فيروس كورونا تؤثر على العالم أجمع من مخاطر صحية تؤثر على أعضاء الجسم المختلفة إلى جانب الخطر الأكبر وتأثيره على الصحة العقلية والإصابة بالأمراض النفسية، وحذر عدد كبير من خبراء الصحة العقلية البريطانيين من أن عمليات الإغلاق الجديدة ستؤدى إلى ارتفاع معدلات الانتحار وإيذاء النفس وإدمان الكحول والعنف المنزلي.
ووفقا لتقرير لصحيفة "ديلى ميل البريطانية" أكد 42 خبير صحة عقلية أنه كلما استمر الإغلاق ، كلما كان هذا "الضرر الجانبي" أسوأ، وقالت استشارية علم النفس الدكتورة كيرى نيكسون ، الخبيرة فى الصدمات والعنف المنزلى: "من المفترض أن يمنع الإغلاق الوفيات الناجمة عن كوفيد، لكن من المؤكد أيضًا أن يتسبب فى المزيد من الوفيات ، ليس فقط بسبب أمراض جسدية أخرى مثل السرطان ولكن أيضًا من إدمان الكحول والإدمان والانتحار التى ارتفعت بالفعل هذا العام، كما أنه سيؤدى إلى الشعور بالوحدة الشديدة والاكتئاب ، ويكون ذلك قاتلاً لدى كبار السن ، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بسوء الصحة البدنية، ومن المفارقات أن هذا سيجعلهم جميعًا أكثر عرضة للإصابة بكوفيد".
وأضافت أنه منذ الإغلاق الأول ، عانت الصحة النفسية لسكان المملكة المتحدة بشكل كبير، مع زيادات كبيرة فى التوتر والقلق والاكتئاب، تصاعد استهلاك الكحول والعنف المنزلي، ويزيد من الأفكار الانتحارية، وخاصة بين الشباب.
وأكدت أن واحدا من كل ستة أطفال فى إنجلترا من المرجح أن يصابوا بمشكلة الصحة العقلية، مع تقارير عن زيادات فى إيذاء النفس ، وسوء المعاملة واقتراح مقلق لزيادة انتحار الأطفال."
وأوضحت أن التقارير الإخبارية ركزت على الخوف الشديد والتهديد، وعندما يستمر الخوف على مدى فترة طويلة من الزمن، يمكن أن يتلف ويقلل من مناعة الجسم، وتشمل عواقب هذا الخوف زيادة الرهاب واضطرابات الوسواس القهري، وأشارت: "يطور بعض الأطفال معتقدات، مثل" العالم خطير ومُعدى ومخيف والتى لها نتائج نفسية سلبية للغاية" .
وأكد خبراء الصحة النفسية والعقلية أن التواصل الاجتماعى واللمسة الإنسانية ضروريان للاستقرار النفسى ولكن العزلة يمكن أن تؤدى إلى الشعور بالوحدة وهى مؤشر على الأفكار الانتحارية.
فيما كشفت إحدى المشاركات فى التقرير عالمة النفس إيما كينى أنها تلقت الأسبوع الماضى رسالة من شابة انتحرت بسبب الفيروس.
واستشهد العلماء بـ 42 ورقة بحثية فى تقريرهم، بما فى ذلك مقال لانسيت، الذى قال إن معدل الإصابة بالأمراض العقلية زاد بنسبة 60% فى أول إغلاق، ووجدت جامعتا كامبريدج وإكستر أن عدد الأطفال الذين يعانون من "اضطراب عقلى محتمل" زاد من واحد من تسعة إلى وأحد من كل ستة.
وسجلت بريطانيا الأحد 162 وفاة جديدة بمرض كوفيد-19 الناتج عن فيروس كورونا المستجد و23 ألفا و254 إصابة جديدة، وفقا لأحدث البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة.
وهكذا ترتفع الحصيلة الإجمالية للوفيات جراء الفيروس التاجي في بريطانيا إلى 46 ألفا و717 شخصا منذ بداية الجائحة، بينما يصل العدد الإجمالي لحالات العدوى إلى مليون و34 ألفا و914 شخصا.
ومن المقرر أن يدلى رئيس الوزراء البريطاني مساء الاثنين ببيان في البرلمان حول قرار الحكومة بشأن فرض إغلاق عام بجميع أنحاء إنجلترا اعتبارا من الخميس المقبل، بسبب تزايد عدد الإصابات بشكل مثير للقلق.
وكان جونسون قد أعلن يوم السبت الماضي عن القرار في مؤتمر صحفي، حيث أوضح أن الإغلاق سيستمر حتى الثاني من ديسمبر، وليس من المستبعد تمديده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة