العالم يقف على أطراف أصابعه، انتظارا لما ستؤدى اليه نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية بين الرئيس الحالي الجمهورى دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جون بايدن. من سيفوز ...؟ الفيل –وهو شعار الحزب الجمهورى – أم الحمار –وهو شعار الحزب الديمقراطي-
الكل يتساءل من هو الرئيس القادم للولايات المتحدة؟ ومن الأفضل وفقا لسياسات المصالح والمنفعة المتبادلة ترامب أم بايدن...؟
هذا السؤال لا يشغل العرب فقط ، ولكنه يشغل دوائر صنع القرار في العواصم العالمية الكبرى والعواصم الإقليمية الكبرى أيضا في القاهرة والرياض وطهران وانقرة . فالرئيس الأمريكي القادم يجدّد ملامح خريطة العالم بعلاقاته المتشابكة وصراعاته المنتظرة والمتوقّعة، والأهم شكل الاقتصاد العالمي في السنوات الأربع المقبلة. فواشنطن تمثل ما بين 20 و25% من الاقتصاد العالمي، وما يحدث في الاقتصاد الأمريكي يؤثر سلباً وإيجاباً في باقي الاقتصادات الأخرى.
العالم يترقب فجرا غدا –الأربعاء- وما إذا كان الناخب الأمريكي سيمنح دونالد ترامب البقاء في البيت الأبيض لأربعة أعوام أخرى، أم أن المزاج السياسي المغامر للشعب الأمريكي سيدفع بالمرشح الديمقراطي جون بايدن – نائب الرئيس السابق باراك أوباما – إلى كرسي الرئاسة ليصبح الرئيس رقم 36 في تاريخ الولايات المتحدة.
استطلاعات الرأي وقياس المزاج العام للناخبين تسير حتى الآن وعقب المناظرة الأولى إلى تقدم المرشح جو بايدن. إلا أن تجربة الاستطلاعات السابقة في انتخابات 2016 بدأت تثير المخاوف والشكوك حول نتائج هذه الاستطلاعات. فقد جاءت نتائج قياس الرأي كلها لتؤكد تفوّق هيلاري كلينتون على ترامب، ثم جاءت المفاجأة بفوز ترامب، فهل يتحقق ذلك للمرة الثانية؟
البعض يتوقع إمكانية تكرار النتيجة السابقة، والبعض الآخر يتوقع العكس مع اختلاف الظروف. وجريان أحداث كثيرة في مجرى السياسة الداخلية والخارجية لإدارة ترامب على الرغم من المراهنة على المتأرجحين في التصويت في اللحظات الأخيرة. عموماً مجموعة استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر تقدم بايدن، رغم الثقة التي يتحدث بها ترامب عن فوزه الأكيد. وأنه «سيد البيت الأبيض القادم» رغم أن خصمه يتقدم عليه في الاستطلاعات.
ترامب يواجه تحدياً كبيراً لم يكن متوقعاً في معركة المنافسة الانتخابية. ولكنه يتحمل تداعياتها وهو تحدي استمرار تفشي وباء «كورونا» الذي أصاب حوالي 6.5 ملايين شخص في الولايات المتحدة. وأودى بحياة أكثر من 195 ألفاً. علاوة أيضاً على الأحداث العنصرية التي وقعت في بعض الولايات، فهل يحقق ترامب المفاجأة؟
الرئيس الأمريكي، وهو من كبار رجال الأعمال، يدرك جيداً كيف يغازل الناخب الأمريكي المعني بلغة الأرقام المتصاعدة في الخزانة العامة للدولة. وفي جيوب الأمريكيين وحجم الوظائف التي وفرها لهم، والأموال التي وعد بالحصول عليها لإنعاش الاقتصاد. فقد عرف الرجل من أين تؤكل الكتف لدى المواطن الأمريكي وكانت – وما زالت – كل تصرفاته ومنطقه في السياسة يعكس طبيعة رجل الأعمال.. ولذلك يراه محللون سياسيون أنه أول رجل أعمال يجلس على مقعد الرئاسة الأمريكية.
ترامب أيضاً يعتمد على علاقاته الجيدة مع الخارج. ولا يركّز فيها على القضايا الشائكة مثل حقوق الإنسان أو الأقليات وغيرها. وإنما ينظر دائماً إلى ما تحقّقه هذه العلاقات من مصلحة للاقتصاد الأمريكي. ولذلك لا يضيره التعامل مع كل الأنظمة في العالم، خلافاً للديمقراطيين.
أما الأهم لدى ترامب فهو ما حصلت عليه إسرائيل من دعم غير مسبوق في ظل إدارته.
وهنا يطل السؤال الأهم. من نفضل في مصر والمنطقة العربية الرئيس الحالي ترامب أم المرشح الرئاسي المحتمل جون بايدن...؟
الرأي العام في مصر ربما يفضل ترامب والحزب الجمهورى عن بايدن والحزب الديمقراطي رغم أن مصر في عهد الرئيس السيسي ظلت على علاقة بالمصالح الأميركية في ظل الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما. فقد جربنا ترامب وخاصة في موقفه ضد الاخوان
أما بدين فهناك كثير من الشكوك حول تأييده للجماعة واعتبار فوزه بالرئاسة دعم جديد لها.. على الرغم من ان مواقف سابقة معلنة لبايدن تكشف عن تحفظه لتسليم مصر للإخوان بعد 25 يناير وكان مؤيدا لفترة انتقالية على عكس هيلاري كلينتون وأوباما. كما أن بايدن كان يرى أن 30 يونيو ثورة حقيقية وليست انقلابا كما روج أنصار الجماعة في الادارة الأمريكية السابقة.
أنصار بايدن يعتقدون ان حملة أكاذيب يروجها أعداءه حول مواقفه وسياساته الخارجية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط والموقف من أردوغان ورايه أنه يشكل خطرا على المنطقة بأطماعه وسياساته التوسعية .
لا يمكن الجزم أبدا بمواقف بايدن في حالة فوزه، فالسياسة متقلبة والمصالح الاميريكية فوق كل انتماء ومواقف وفوق كل اعتبار. والخبرة السياسية لجو بايدن كبيرة. فالمرشح الديمقراطي له خبرة في الحياه السياسية الأمريكية منذ السبعينيات. وهي خبرة غير متوافرة للرئيس ترامب القادم من عالم الاقتصاد إلى عالم السياسة الأمريكي. ونقص خبرته السياسية، انعكس بشكل واضح في خطابه السياسي وإدارته للسياسة الخارجية التي سببت الكثير من الخلافات بين واشنطن ومعظم دول العالم. ومنها حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا.
عموما كلها ساعات قليلة ونعرف من الرئيس الأميريكى الجديد وعلى كل دولة ترتيب أوراقها استعدادا لاربعة سنوات جديدة سواء مع ترامب أو بايدن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة