تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الإثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن غداً الثلاثاء موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي يتنافس فيها مرشح الحزب "الجمهوري"، الرئيس الحالي، دونالد ترامب وجو بايدن مرشح الحزب "الديمقراطي"، وذلك في ظل أجواء انتخابية وُصفت بالأشد سخونة وتوتراً بين فئات الشعب الأمريكي.
فايز سارة
فايز سارة: عودة اللاجئين والمأزق الروسى
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، يقدر عدد اللاجئين السوريين في العالم بنحو عشرة ملايين نسمة. وتضم بلدان الجوار السوري وحدها قرابة ستة ملايين منهم، بينهم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون في تركيا وحدها، وفي بلدان الخليج العربي الستة، التي تعتبر السوريين "مقيمين"، ما يقارب مليوناً ونصف المليون نسمة، يقيم القسم الأكبر منهم في المملكة العربية السعودية والإمارات، ويتوزع في بلدان الاتحاد الأوروبي نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري، القسم الرئيسي منهم في ألمانيا، التي قارب عددهم فيها المليون نسمة بمن فيهم الأشخاص المشمولون بلم الشمل.
وتبين الأرقام السابقة الأهمية المتعددة الجوانب في قضية اللاجئين السوريين بالنسبة للأطراف المعنية بالقضية السورية والمتدخلين فيها على السواء. وباستثناء أهمية القضية من الناحية الإنسانية، فكل منهم يراها مهمة من زاوية مصالحه. فعودة اللاجئين السوريين بالنسبة لدول الجوار، تكمن في تخفيف ما تمثله هذه القضية من ضغوطات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية على أوضاعها المرتبكة بشكل عام، وبالخصوص في تركيا ولبنان والأردن، كما أن عودة اللاجئين، ستخفف من مسؤوليات ومساهمات الدول، التي تقدم مساعدات مادية وعينية دعماً عبر المنظمات الدولية أو مباشرة من أجل تحسين حياة اللاجئين، وتخفيف معاناتهم في بلدان اللجوء، كما أن عودة اللاجئين تعني بالنسبة لدول تشكل نقطة جذب للمهاجرين مثل بلدان غرب وشمال أوروبا، وقف هجرة اللاجئين إليها، وتخفيف أعداد اللاجئين السوريين فيها بـ"إعادة" بعضهم إلى سوريا في إطار عودة اللاجئين، إذا تمت، كما أن "عودة اللاجئين" إلى بلادهم من شأنها التخفيف من خطر الإرهاب في العالم، وهي مقولة أشاعتها وروّجت لها دول وأوساط سياسية واجتماعية في بلدان اللجوء لرغبات وأهداف سياسية، ووظفت في خدمتها الإعلام ومراكز بحث دولية عبر ربط قضية اللاجئين بـ"الإرهاب".
ومما لا شك فيه أن "عودة اللاجئين" تمثل فكرة جيدة وعملية في سياق الحل السوري ومطلوبة من جانب أغلب الأطراف المعنية، وذات أهمية كبيرة في موضوعات القضية السورية، لأنها يمكن أن تكون إحدى بوابات الحل. لكن القضية يمكن أن تتحول في اتجاهات مختلفة عما سبق كله، وهذا هو واقع الحال في الرؤية الروسية لقضية اللاجئين وعودتهم. إذ يطرحها الروس بعيداً عن كل ما سبق، والسبب في ذلك اختلاف سياق موقفهم في الصراع السوري عن غيرهم، حيث إنهم القاطرة، التي تجر جهود الحفاظ على النظام الحالي والإبقاء على بشار الأسد في موقع الرئاسة بخلاف الشائع والمعروف في الموقف الدولي الذي وإنْ أحاطت الالتباسات باجتماعه وتفاعله الجدي والإيجابي مع القضية السورية، فإن موقفه من النظام ورئيسه، والميل إلى تغييرهما، لا جدال فيه بعد كل ما ارتكبه من جرائم، وما مثله من تحديات للعالم وأخطار عليه، يصعب تجاهلها، والتعامل مجدداً مع من قاموا بها.
أيمن سمير
أيمن سمير: بحر قزوين والصراع فى ناجورنى قره باغ
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، رغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يدعي أن دعم بلاده لأذربيجان في الحرب ضد أرمينيا، حول إقليم ناجورني قره باغ، يأتي من منطلق أن تركيا وأذربيجان "أمة واحدة"، في "دولتين"، فإن الوقائع بعيدة عن هذا الادعاء، فأنقرة تخطط منذ 2009، للسيطرة على مناطق واسعة من جمهوريات آسيا الوسطى.
ولهذا، أسس أردوغان قبل 11 عاماً، ما يسمى "بالمجلس التركي"، الذي يضم الدول التي تتحدث التركية بجانب تركيا، وهي كازاخستان وأذربيجان وأوزبكستان وقيرقيزيا، وأبرز أهداف أردوغان في تلك المنطقة، هو الوصول للمناطق الغنية بالنفط والغاز في "بحر قزوين"، خاصة أن هناك دولتين ناطقتين بالتركية، وضمن المجلس التركي، لهما حدود طويلة في بحر قزوين، وهما أذربيجان وكازاخستان، فما أهداف أردوغان في بحر قزوين؟ وهل تقتصر أطماعه على النفط والغاز، أم أن في الحكاية أبعاد أخطر؟.
المؤكد أن الوصول إلى بحر قزوين، كان ولا يزال حلم أردوغان، فهو يبحث دائماً عن المناطق الغنية بالغاز والنفط، كما هو الحال في ليبيا وشمال شرقي سوريا، وشرق المتوسط وبحر إيحة، ووضع أردوغان خطة تنتهي عام 2025، تستهدف عدم دفع ما يقرب من 50 مليار دولار تكلفة فاتورة الطاقة التي تستهلكها تركيا سنوياً، وأنه سوف يحصل على تلك الموارد من مناطق، إما خاضعة لتركيا، أو على الأقل مناطق نفوذ لها، بعد 5 سنوات من الآن، ومع تعقد الأوضاع في ليبيا وشرق المتوسط، وفشل تركيا حتى الآن في استكشاف كميات كبيرة من النفط والغاز في أراضيها أو مياهها.
كان الذهاب إلى أذربيجان، من أجل ثروات بحر قزوين، والسيطرة على الثروات الهائلة من الطاقة وأنابيب الإمداد، حيث تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 48 مليار برميل من النفط، و8.7 تريليونات متر مكعب من الغاز، كاحتياطيات مؤكدة لدى كل الدول التي لها حدود مع بحر قزوين، وهي روسيا وإيران وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان.
ولا تتوقف أهداف أردوغان عند ثروات وغاز ونفط بحر قزوين، الذي تبلغ مساحته 360 ألف كلم، بل يسعى منذ فترة طويلة، لبناء قواعد عسكرية على أكبر "بحر مغلق" في العالم، بهدف الإشراف الاستراتيجي على كل مناطق القوقاز وآسيا الوسطى، حيث تقع مدينة "باكو" الأذرية و"وأكاتو" الكازاخية على بحر قزوين، وهما من الدول الناطقة بالتركية، لكن هذا الوهم التركي، يصطدم بعقبات كثيرة، منها تزايد الدعوات داخل الدول الناطقة بالتركية، ومنها أذربيجان وكازاخستان، التي لها حدود مع بحر قزوين، بعدم عسكرة المنطقة.
عبدالله محمد الشيبة
عبدالله محمد الشيبة: سيناريوهات البيت الأبيض القادمة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماارتية، إن غداً الثلاثاء موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي يتنافس فيها مرشح الحزب "الجمهوري"، الرئيس الحالي، دونالد ترامب وجو بايدن مرشح الحزب "الديمقراطي"، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، وذلك في ظل أجواء انتخابية وُصفت بالأشد سخونة وتوتراً بين فئات الشعب الأمريكي. وقد تناولنا سابقاً الوضع الداخلي الأمريكي منذ تولى "دونالد ترامب" مقاليد السلطة عام 2016، والذي لا يشير في كثير من الأحوال لأي مؤشرات إيجابية يستطيع الرئيس القادم الاستناد إليها، سواء فاز الرئيس الحالي "ترامب" أو منافسه "الديمقراطي" جو بايدن. وبالنسبة للوضع في العلاقات الخارجية الأمريكية، فهو لا يختلف كثيراً عن مثيله في الداخل؛ إذ تراكمت توابع قضايا ذات ثقل استراتيجي كبير، نتيجة السياسة الخارجية الأمريكية في الأعوام الأربعة الأخيرة، ولعل أبرز تلك القضايا التي تتعلق بالصين وإيران وعملية السلام في الشرق الأوسط.
على الجانب الاقتصادي، فإن الحرب التجارية بين أكبر قطبين اقتصاديين في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية والصين، قد تجاوز تأثيرها العلاقات بين الدولتين ليصل لبقية دول العالم. فواشنطن تتهم بكين بالممارسات التجارية غير العادلة. وفي المقابل، ترى بكين أن واشنطن تسعى بقوة لإيقاف نموها الاقتصادي المتسارع وبروزها كأهم قوة اقتصادية على مستوى العالم.
وبالنسبة لإيران، فإن "الانتصار السياسي" الذي حققه الحزب "الديمقراطي" عام 2015 وذلك بتوقيع مجموعة الدول الخمس زائد واحد - الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا – الاتفاق النووي مع إيران، شهد انسحاب الحزب "الجمهوري" منه في العام 2018. ومنذ ذلك الحين والعلاقات بين واشنطن من جانب، وطهران وبقية دول الاتفاق من جانب آخر، تشهد توتراً من المتوقع أن تتزايد حدته في حال فاز "ترامب" بفترة رئاسية جديدة، وسيطر "المحافظون" على مقاليد الحكم في طهران خلال الانتخابات الرئاسية العام المقبل. وبخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط، فليس من المتوقع أن تشهد تغييرات جذرية، سواء تولى رئيس "جمهوري" أو "ديمقراطي" مقاليد البيت الأبيض، لأن الاستراتيجية الأمريكية منذ عقود واضحة، ولن تتغير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة