بالطبع، تضمن كشف حساب الحكومة، والذى قدمته عن عامين من عمرها برئاسة المهندس مصطفى مدبولى، العديد من الأرقام والإحصائيات عما تحقق وما تم تقديمه من خدمات أو فرص، وكيف واجهت الدولة أزمة فيروس كورونا؟
ومن بين أهم النقاط التى أشار إليها كشف الحساب، هى عملية تأمين الطاقة من مصادر متعددة، فقد حرصت الدولة على تنويع مصادر الطاقة، وبجانب البترول والغاز، تأتى محطات الطاقة المتجددة ضمن أكثر المشروعات أهمية، لكونها توفر طاقة نظيفة، وبتكلفة قليلة، مقارنة بالعائد، وقد انتبه الرئيس السيسى مبكرا إلى هذا المجال، ودعم الكثير من الاستثمارات فى هذا الاتجاه.
ومن بين المشروعات الكبرى فى مجالات الطاقة المتجددة، تأتى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وعلى رأس مشروعات الطاقة الشمسية مشروع بنبان بأسوان، وهو أحد أكبر محطات الطاقة الشمسية، والتى يصل إنتاجها تقريبا إلى ما يوازى نصف إنتاج السد العالى، فضلا عن كونها طاقة نظيفة، وآمنة بشكل كبير.
وأيضا محطة طاقة الرياح بالزعفرانة، والتى تنضم إلى بقية مصادر إنتاج الطاقة، وقد حصل مشروع بنبان على جائزة أفضل مشروعات البنك الدولى تميزا على مستوى العالم.
وربما تكون هذه مناسبة لذكر أن مصر أقامت مصنعا لريش محطات توليد طاقة الرياح، لتصبح مصر منتجا وموردا رئيسيا لأفريقيا والمنطقة العربية.
ويتوقع أن تسعى مصر لإقامة مصانع لإنتاج محطات الطاقة الشمسية الكبيرة والصغيرة، وهذه المحطات، فى حالة توافرها بأسعار منخفضة أو أقل مما هو مطروح، سيتشجع المواطنون لتركيب محطات طاقة شمسية، أو أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية، وهو ما يوفر تكاليف كثيرة كما ينتج وفرا فى الكهرباء يمكن تصديره أو توجيهه إلى مشروعات صناعية تكون فى حاجة إليه.
تضاف إلى ذلك خطوة أهم، وهى خفض أسعار محطات وأجهزة توليد الطاقة الشمسية، ما يشجع الإقبال عليها ويخفض من استهلاك الكهرباء بنسب تتراوح بين 20 و30% على الأقل، والأزمة ربما تكون فى ارتفاع أسعار هذه التكنولوجيا، وفى حالة دعم صناعة أنظمة الطاقة الشمسية، يمكن أن تنخفض أسعارها بشكل يشجع على شرائها وتركيبها، خاصة أن مصر تحظى بسطوع الشمس طوال أشهر وفصول العام، وهو ما يمثل ثروة يمكنها أن تخفض تكاليف إنتاج الكهرباء للدولة والأفراد بشكل كبير، وهناك دول أوروبية لا تحظى بنفس السطوع الشمسى، ومع هذا تستثمر فى إنتاج منظومات الطاقة الشمسية.
وقد قطعت مصر، بالفعل، مساحة فى إنتاج ألواح وأجهزة الطاقة الشمسية، وانخفضت أسعارها نسبيا، وفى حال التوسع فى إنتاجها يمكن أن تمثل إضافة مهمة، وتحقق وفرا كبيرا، فضلا عن كونها سهلة ولا تتطلب أكثر من مساحة على الأسطح أو فى الفراغات المشمسة.
وقد بلغ إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية محليا، 1900 ميجاوات خلال 5 سنوات، فى الفترة من 2014 وحتى نهاية 2019.
وكل هذا يمثل قيمة مضافة، وطاقة نظيفة توفر كثيرا، وكل ما فى الأمر هو نشر الوعى بكيفية تركيب محطات صغيرة للأفراد، والشركات، وفى الحقول والمناطق الزراعية، لتمثل إضافة مهمة للاقتصاد وللأفراد.