تمر اليوم ذكرى رحيل كاتب روسيا العظيم "ليو تولستوى" الذى رحل فى عام 1910، وكلما ذكر "تولستوى" جاء اسم زوجته "صوفيا تولستايا"، وقد راح الكثيرون يهاجمونها، لكن تعالوا نمنح صوتها بعض الحق، ونسمع ما قالته فى مذكراتها التى تحمل عنوان "يوميات الكونتيسة" والتى صدرت ترجمتها عن دار المدى ترجمة عبد الله حبه.
تزوجت "صوفيا" من الكاتب الكبير ليف تولستوى فى عام 1862 وأصبحت تحمل لقب كونتيسة، حين كانت فى سن الـ 18 عاما، بعد أن شبت بلا هموم فى كنف أخيها أندريه بيرس طبيب الأسرة القيصرية الذى عاش مع أسرته فى شقة حكومية فى داخل الكرملين.
تقول "صوفيا" فى المذكرات بتاريخ 28 أكتوبر 1863.. أنا لست على ما يرام، وثمة شعور دائم بالضيق كما لو أن حبنا انقضى وأفل، ولم يتبق شيء، إنه بارد، كالميت تقريبا، ومشغول جدا ، بينما أنا منقبضة النفس وغاضبة. أنا غاضبة على نفسى، وعلى طبعى، وعلى علاقاتى مع زوجى، ربما أردت، وربما وعدته بشىء فى روحى، عزيزى، عزيزى ليوفتشكا، إنه مستاء من كل هذه المماحكات، فهل خلق من أجلها؟ وأنا أيضا غاضبة، وليغفر لى الرب. أنا أحبه حبا جما، وأشعر بالحزن، وأنا لا أستطيع أن أكون سعيدة، وكذلك لا أستطيع أن أجعل الآخرين سعداء.
وأضافت إن العجز المعنوى شىء فظيع، وأنا أنفر من ذاتي، إذ أن الحب ليس عظيما ما دام يبدو عاجزا. كلا، أنا أحبه حبا جما، أحبه جدت، لا شك فى ذلك، ولا يمكن أن يوجد . ارتفع أكثر يا زوجى الهزيز، العزيز للغاية.
واستطردت كان أحيانا يتحدث عن كل شيء، أما الآن فأنا لست جديرة بذلك، سابقا كانت جميع أفكاره هى أفكارى. كانت لحظات سعيدة، ورائعة، أما الآن فلا وجود لها.. أشعر بالحزن الشديد، لم تعد لديه تلك السعادة السابقة الجدير بها حقا، والتى كان ينتظرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة