أرض الميعاد كما تعرفها التوراة
تقول التوراة فى الإصحاح الثانى: وقال الرب لأبرام: ارحل من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك إلى الأرض التى أريك، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة، وأبارك مباركيك وألعن لاعنيك، ويتبارك بك جميع عشائر الأرض، فرحل أبرام، كما قال له الرب، وذهب معه لوط، وكان أبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران، وأخذ أبرام ساراى امرأته ولوطا ابن أخيه، وكل ما كان يمتلكه، هو ولوط، والعبيد الذين حصلا عليهم فى حاران، وخرجوا جميعا قاصدين أرض كنعان، فلما وصلوا إلى أرض كنعان اجتاز أبرام فى الأرض إلى بلوطة مورة فى شكيم، عندما كان الكنعانيون فى الأرض، وتراءى الرب لأبرام وقال: لنسلك أهب هذه الأرض. فبنى أبرام هناك مذبحا للرب الذى تراءى له، ثم انتقل من هناك إلى الجبل شرقى بيت إيل ونصب خيمته، فكانت بيت إيل غربيه وعاى شرقيه. وبنى أبرام هناك مذبحا للرب، ودعا باسم الرب، ثم أخذ يرتحل جنوبا نحو صحراء النقب".
وبناء على هذا النص الذى لا يعلم حقيقته إلا الله، يذهب الصهاينة وجيش الاحتلال إلى أن أرض الميعاد هى المساحة الواقعة بين وادى الأردن والبحر الأبيض المتوسط.
أرض الميعاد كما يعرفها الأمريكان
من يقرأ تاريخ أمريكا يجد أن كثيرا من الكتب تعاملت معها بصبغة "دينية" ففى كتاب لـ والتر ماكدوجال عنوانه "أرض الميعاد والدولة الصليبية .. أمريكا فى مواجهة العالم منذ 1776" يرى أن أمريكا كانت تعيش العهد القديم حتى نهاية القرن التاسع عشر عندما تم تحرير أمريكا من الإنجليز والعبيد واستكمال الاستيطان عام 1898.
كريستوفر كولومبس
ما يقصده أوباما بـ أرض الميعاد
من المعروف أن باراك أوباما من محبى الخطابة، والساعين خلف الجمل الرنانة، ومع ذلك لا تخلو اختياراته من معانى، وهو هنا يريد "مغازلة الجميع" فهو يغازل القوميين الأمريكان، الذين يرون أن خروج أجدادهم إلى الأرض الجديدة كان خروجا من أجل الخلاص مما يلاقونه فى أوروبا من تعنت وفقر، ويغازل المتدينين الذين سيرون أن هذا الخروج لأجدادهم كان "مقدسا" أيضا بمباركة من الله.أوباما عند حائط المبكى
أوباما وأفكار اليهود عن أرض الميعاد
وبينما يرى البعض أن اختيار عنوان "أرض الميعاد" سيغضب إسرائيل، لأنه يقدم نوعا من تعدد المعنى، إذ يحول أرض الميعاد من فلسطين المحتلة إلى أمريكا الجديدة، لكن بعضهم سيرى غير ذلك، سيبصر فى اختيار أوباما لهذه الجملة "دلالة" على تكريس "الجملة" وجعلها عنوانا نستظل به، حيث يمنح الجملة نوعا من الحياة تأتى من كون البعض سيسأل "ما الذى يقصده أوباما بـ أرض الميعاد؟" خاصة أن "أوباما" به من اللؤم ما يجعله فى حديثه عن "إسرائيل" يقول: إن زيارته لحائط المبكى كمرشح رئاسى فى صيف عام 2008 ونشر صحيفة إسرائيلية رسالة الصلاة التى وضعها فى شقوق الجدار، بمثابة تذكير له بالمكسب الذى جاء من وراء الزيارة التى جعلته يصعد إلى المسرح العالمى، كان يقول لنفسه "لتعتد على ذلك. إنه جزء من الصفقة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة