أثار قرار تكليف الدكتور صلاح فضل، المفكر والناقد الأدبى، رئيسًا لمجمع اللغة العربية، العديد من التساؤلات، كان أولها متعلقا بـ الكيفية التى تم بها هذا الأمر، فما هى القصة الكاملة لـ ما حدث؟
كانت البداية عندما قررالدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، الانتهاء من الإجراءات القانونية الصحيحة لتعيين رئيس جديد للمجمع، وذلك خلفًا للدكتور حسن الشافعى، الذى شغل منصب رئيس مجمع اللغة العربية بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (618) لسنة 2016، لمدة أربع سنوات، اعتبارا من 28 فبراير 2016، دون صدور قرار بالتجديد.
وأوضح وزير التعليم العالى فى قرار التكليف، أن التكليف حرصًا على انتظام سير العمل واستمرار المجمع فى رسالته، وطالب بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لترشيح رئيس جديد لشغل المنصب عن طريق التعيين.
وذكر القرار: "يطيب لى أن ابعث لسيادتكم بأسمى آيات الود والتقدير، أود الإحاطة بأنه فى ضوء انتهاء مدة ولاية الأستاذ الدكتور حسن محمود عبد اللطيف الشافعي، فى شغل منصب رئيس مجمع اللغة العربية، والذى كان يشغله بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 618 لسنة 2016، لمدة أربع سنوات اعتبارا من 28 فبراير 2016، دون صدور قرار بالتجديد، وحرصا على سلامة سير العمل واضطراد فى المجمع واستمراره فى أداء رسالته، فقد تم عرض مذكرة على السيد الأستاذ الدكتور الوزير لترشيح من يتولى القيام بأعمال رئيس المجمع لحين الانتهاء من الإجراءات القانونية الصحيحة لشغل المنصب بطريق التعيين".
وتابع القرار: "وقد أشر سيادته بتكليف السيد الأستاذ الدكتور صلاح فضل، الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس، وعضو مجمع اللغة العربية، للقيام بعمل رئيس مجمع اللغة العربية لحين الانتهاء من الإجراءات القانونية الصحيحة لتعيين رئيس جديد للمجمع".
خاض صلاح فضل معركة فكرية حول ضرورة تغيير قانون مجمع اللغة العربية وإجراء الانتخابات، وذلك بعد تولى الشافعى رئاسة المجلس منذ عام 2012 حتى التجديد له فى عام 2020، حيث يرى أن قانون المجمع لم يتغير ولم يضع حدًا للفترتين مثل كافة المناصب القيادية كما أقر الدستور.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كان يتقلد فيه الأستاذ الدكتور حسن الشافعى رئاسة المجمع، لفترة ثالثة جديدة لمدة 4 سنوات، منذ تجديد الثقة له فى 17 فبراير الماضي، مرورا بإعادة انتخابه مرة آخر فى اكتوبر الماضى بسبب خلل فى انتخابات فبراير.
ففى 17 فبراير الماضي، جدد مجلس مجمع اللغة العربية الثقة فى الدكتور حسن الشافعى رئيسا للمجمع لفترة ثالثة، بعد إعادة انتخابه بالإجماع لمدة 4 سنوات مقبلة، بـ27 صوتا من إجمالى 32 من الحاضرين.
قبل أن يعدها فى أكتوبر حيث أوضح المجمع فى بيانه، أن الانتخابات التى تمت فى 17 فبراير الماضي، لانتخاب رئيس المجمع شابها خطأ مادي، نتيجة سهو أدى إلى سقوط اسم أحد السادة أعضاء المجلس من محضر جلسة الانتخاب، وبناء عليه رفض مجلس الوزراء اعتماد نتيجة الانتخاب، وبالتالى اضطر المجمع لإعادة انتخاب رئيسه مرة ثانية بعد السماح بعقد الاجتماعات مع مراعاة الإجراءات الاحترازية الوقائية ضد فيروس كورونا.
عقد مجمع اللغة العربية فى 19 أكتوبر، جلسة لإعادة انتخاب رئيس المجمع، وأسفرت عن فوز الأستاذ الدكتور حسن الشافعى بمنصب رئيس المجمع، لفترة ثالثة، لمدة 4 سنوات، وأعلن المجمع حينها عبر صفحته على فيسبوك، أن الانتخابات جرت 11 صباحا، بين كل من الدكتور حسن الشافعي، والدكتور صلاح فضل، بانتخاب 28 عضوًا، فيما اعتذر عن الحضور 4 أعضاء، وبلغ عدد المصوتين 28، بينهم 26 صوتا صحيحا، وصوتان باطلان، وحصل الدكتور حسن الشافعى على 17 صوتًا، فيما حصل الدكتور صلاح فضل على 9 أصوات.
ويتم تنصيب رئيس المجمع بناء على انتخابات تجرى داخل المجمع يصوت فيها جميع الأعضاء، وليس بطريق التعيين ونوه المجمع فى بيان سابق له، أن اعتماد انتخاب رئيس المجمع يصدر بقرار من السيد رئيس الجمهورية بعد عرض من وزير التعليم العالى طبقًا للمادة 10 من قانون المجمع.
وتشرف أمانة المجلس داخل المجمع على العملية الانتخابية طبقًا لقانون المجمع ولائحته الداخلية، ويكون انتخاب المرشح صحيحًا إذا حصل على الأغلبية المطلقة للأعضاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة