مثل هذه الأيام قبل 98 عاماً، كان العالم على موعد مع واحد من أهم الاكتشافات الأثرية في تاريخ البشرية، وهو اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، في الرابع من نوفمبر عام 1922.
اسكارف توت عنخ امون
عالم الآثار البريطاني والمتخصص في تاريخ مصر القديمة هوارد كارتر، عندما كان يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر الملك رمسيس الرابع في وادي الملوك، لاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون، وكانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات.
هذا الاكتشاف أحدث ضجة لا مثيل لها وقتها، نظراً لقدرة عالم على التوصل إلى مومياء الفرعون الصغير كاملة المحتويات، وبكامل زينتها من قلائد وخواتم والتاج والعصي وكلها من الذهب الخالص والأبنوس.
شال سكارف توت عنخ أمون
سكارف توت عنخ أمون
كما صدم العالم صدم كارتر، وصدمته بمحتويات المقبرة للملك توت عنخ آمون، أنسته بعض لوازمه الصغيرة، التي تعد أيضاً قطعاً أثرية في منتهى الأهمية، وتشير بوضوح إلى النشاط الإنساني للملك قبل وفاته، فأهمل مثلاً صدريته الواقية وقطعاً أخرى، تنفرد «صوت الأمة» بنشر تفاصيل إحداها لأول مرة بعد قرابة المائة عام، من الاكتشاف الأثري العظيم.
شال توت عنخ آمون
قبل شهور من الآن وصل إلى مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، قطعة من الأنسجة المتفحمة، ووثيقتها تشير إلى أنها شال الملك توت عنخ آمون المتفحم، وعليهم إعادته لأفضل حال له، وأقرب صورة لوضعه القديم.
التعامل مع قطعة من الأنسجة المتفحمة والملفوف بعضها على بعض، والمكتشفة منذ قرابة القرن، كان مهمة ثقيلة وتحدياً كبير أمام المرممين بالمركز، وبالأخص معمل الترميم للآثار غير العضوية.
بعد شهور من البحث والتخطيط، لكيفية معالجة هذه القطعة المتفحمة، توصل الباحثون والمرممون بالمركز، إلى طريقة أمكنتهم من إعادة الشال إلى صورته الأولى دون تدخل كيميائي ولا تدخل بالاستكمال، وقاموا بفرده وحفظه، طبقاً للقواعد المتبعة مع مثل هذه القطع غير العضوية.
اليوم السابع التقطت أول صور لهذا الشال، الذ يبلغ طوله حوالي 5 أمتار، وعرضه أقل بقليل من النصف متر، وصورته قبل فرده كانت توضح أن الملك كان يستخدمه كما يستخدم الشباب خلال الفترة الحالية في فصل الشتاء قطعة من الصوف التي تلف حول الرقبة، ويطلق عليها «سكارف».
ألوان الاسكارف كما اطلعنا عليه، تصلح للاستخدام خلال هذه الفترة، فهو يتخلله ألوان الأصفر والبني بدرجات متفاوتة، وله أطراف بينها فواصل كأطراف «الاسكارفات» الحديثة.