أكرم القصاص

التقلبات الجوية والأمطار وكفاءة المحليات

الأحد، 22 نوفمبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمناسبة التقلبات الجوية الحالية، مصر ليست من الدول غزيرة الأمطار، وقد يمر موسم كامل من دون أن تتجاوز الأمطار خمس مرات أو أقل، وبكميات أقل من المتوسطة، على العكس من دول أخرى لا يتوقف المطر لديها طوال موسم الشتاء وبكميات ضخمة. وقد اعتدنا خلال أربعة عقود على الأقل أن موسم الشتاء ليس ممطرا ولهذا تم إهمال أنظمة تصريف مياه الأمطار فى المدن والقرى، والتى كانت تفتقد لأنظمة صرف صحى. 
 
مع تغيرات الطقس، أصبحت مصر تشهد أمطارا غزيرة فى بعض المناطق تغرق الشوارع، مع غياب أنظمة تصريف المطر، والتى لم تكن هناك حاجة لها من قبل، ويضاف إلى ذلك تراكمات الإهمال فى المحليات على مدى عقود، هناك تغيرات مناخية قوية جعلت المطر متوقعا فى أشهر لم تكن تشهد مطرا من قبل، ومع تحولات الطقس الأخيرة  فإن المدن الجديدة يتم تصميمها بأنظمة لتصريف مياه الأمطار والاستفادة منها، ومع هذا فإن الأمطار أحيانا تفوق قدرة أى نظام صرف بما يسبب إغلاقا مؤقتا لبعض الشوارع. 
 
الحل ربما فى التعامل مع التوقعات مثلما جرى فى الشتاء الماضى عندما قررت الحكومة تعطيل الدراسة والمصالح ليوم كان بالفعل قد شهد أمطارا غير مسبوقة، لكن التعطيل سهل التعامل مع الأمطار، ومن سلطة المحافظين حاليا اتخاذ ما يرونه فيما يتعلق بتعطيل المدارس أو المصالح الحكومية فى حال توقع مطر غزير، لأن ذلك يسهل عمل المحليات فى رفع المياه وتنظيف الشوارع.
 
فى التعامل مع المطر هناك رؤساء مدن وأحياء ومحافظون يعملون ويواجهون أزمات المطر باستعدادات، هناك أحياء تعمل وتتعامل فورا مع الأمطار ويتم رفعها وتنظيف الشوارع، وفى المقابل بسبب كسل أو عدم كفاءة رؤساء المدن والأحياء تتراكم مياه الأمطار وتصيب بعض الأحياء بالشلل، ومعروف أن الإسكندرية حالة خاصة، تتعرض لنوات فى مواسم معروفة، وأيضا تتزايد احتمالات تساقط المطر وبكميات كبيرة، وهو ما يتسبب فى إرباك الأحياء، وفى السابق لم تكن هناك مشكلة كبيرة، لأن الإسكندرية كانت أقل فى عدد السكان، وأقل فى حجم الأبراج والمساكن المخالفة التى تضاعف الضغط على شبكات الصرف، بعد إنهاء فصل صرف الأمطار عن الصرف الصحى منذ الثمانينات.
 
مع الأخذ فى الاعتبار أنه فى المرة الأخيرة لم يكن المطر عاما، لكنه تركز بالإسكندرية وفى مناطق محدودة بالقاهرة والجيزة، لدرجة أن أحياء كالمعادى أو بعض مناطق الجيزة شهدت مطرا غزيرا ورعدا وبرقا، بينما أحياء مثل شبرا أو مصر الجديدة لم تشهد مطرا، بل إن الوجه البحرى باستثناء الإسكندرية لم يشهد مطرا غزيرا.
 
نرجع إلى أن الأمر يتعلق بكفاءة رؤساء المدن والأحياء، وفى القاهرة الكبرى رؤساء أحياء لا يعملون وتحولت الأحياء التى يعملون فيها إلى فوضى بسبب التوك توك أو عدم الاهتمام بالشوارع وغيرها.
 
حتى السبعينات من القرن العشرين، كانت أغلب طرق مصر ترابية وكانت هيئة الطرق تعين عمالا لرش الطرق الترابية وتعبيدها وتسويتها، وهو ما كان يسهم فى تسهيل السير والقيادة والنقل على هذه الطرق، الآن شبكة الطرق القومية مصممة بشكل يواجه المطر، لكن الطرق والأحياء الفرعية بحاجة إلى نظرة وعمل من الأحياء والمدن. 
 
وقد لفت الرئيس عبدالفتاح السيسى أنظار المحافظين ورؤساء المدن والمحليات إلى خطورة الدور الذى يقومون به، وأن أغلب المشكلات من المحليات وربما لهذا ما زال قانون المحليات الجديد له أهمية قصوى، لأن إصلاح المحليات هو إصلاح الإدارة ومقاومة نصف الفساد على الأقل، والمهم هو أن تكون كل منظومة العمل على نفس الدرجة، حتى يمكن مواجهة أى طارئ أو التعامل مع المشكلات اليومية بكفاءة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة