نسمع، فى بعض الأحيان، فتاوى أو مناشدات، مهما فكر الإنسان فى تجاوزها يجد نفسه مشدودا للرد عليها، من ذلك ما قال به الشيخ خالد الجندى، إذا راح يناشد الجميع بعدم لعن فيروس كورونا كونه جنديا من جنود الله سبحانه وتعالى، هو الذى جاء به وهو الذى سوف يصرفه.
وفى الحقيقة هى مناشدة "غريبة" لأننا لو فكرنا بهذه الطريقة وحسب "القياس" ، فإن الشيطان أيضا من "خلق الله" وله دور مهم فى كشف الصالح من الطالح، وبالتالى لا يجوز "لعنه" لأن الله هو الذى أرسله علينا وهو الذى سيصرفه عنا.
فما الذى قيل عن "لعن الشيطان"؟
لعن الله سبحانه تعالى الشيطان، فقال "وَإِن عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ" سورة الحجر، وقال تعالى: إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا* لَّعَنَهُ اللّهُ "سورة النساء.
وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه لعن الشيطان، فقد روى الإمام مسلم فى باب جواز لعن الشيطان فى أثناء الصلاة، حديثا عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك، ثم قال: ألعنك بلعنة الله، ثلاثاً، وبسط يده كأنه يتناول شيئاً، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله، قد سمعناك تقول فى الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك، قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله فى وجهى، فقلت: أعوذ بالله ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة.
وقال القرطبى فى تفسيره لقوله تعالى: قال الله تعالى: وإن يدعون إلا شيطانا مريداً لعنه الله: أصل اللعن الإبعاد، وهو فى العرف إبعاد مقترن بسخط وغضب، فلعنة الله على إبليس -عليه لعنة الله- على التعيين جائزة، وكذلك سائر الكفرة الموتى كفرعون وهامان وأبى جهل... انتهى.
الخلاصة:
لقد تجاهل الشيخ خالد الجندى أن اللعن فى معناه اللغوى دلالة "الإبعاد" وهو ما نحتاجه بشدة ونطلبه من فيروس كورونا، نحتاج أن نبعده عنا تماما، كما أنه على المستوى النفسى فإن "شتم" الفيروس سوف يخفف عنا الكثير، وأظن أن المتخصصين فى علم النفس يوافقونى على ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة