استهدفت جماعة الإخوان الإرهابية النقابات المهنية من أجل السيطرة عليها لتحقيق مصالح الجماعة الخاصة وخلق نفوذ لها، وخاصة بعد ثورة 25 يناير 2011، فقبل 2011، كان للإخوان تواجد كبير داخل النقابات المهنية ولكن بعد 2011 سعت الجماعة للسيطرة بشكل أكبر على النقابات بغرض نشر أفكارها الهدامة واستقطاب عدد كبير من أعضاء النقابات لضمهم للجماعة، وكانت تستخدم في سبيل ذلك كل الممارسات الفجة وأساليب الكذب والخداع، وفى عام حكم الإخوان 2012 ـ 2013، سعت الجماعة الإرهابية لاستغلال وجودها على سدة الحكم وسيطرتها على السلطة التشريعية للسيطرة على النقابات بشكل أكبر بما يدعم أطماعها وأغراضها.
وكانت جماعة الإخوان الإرهابية – وبحسب شهادات لقيادات سابقين في الجماعة – تخصص أموال ضخمة من أجل السيطرة على النقابات المهنية وتشكيل الأغلبية في مجالسها، مستهدفة تدمير النقابات وإبعادها عن دورها الحقيقى المتمثل في خدمة أعضاء كل تجمع نقابى مهنى، واستغلالها في تحقيق أهداف ومآرب الجماعة، والسعى للسيطرة على أموال هذه النقابات، وممارسة كل الانتهاكات ضد الخصوم واللجوء للتزوير والتلاعب من أجل السيطرة على النقابات.
وكان حزب الحرية والعدالة المنحل، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، خلال عام حكم الإخوان، وفى ظل سيطرة الجماعة على مجلسى الشعب والشورى في هذا التوقيت، يعتزم إعداد مشروع قانون لإنشاء تجمع للنقابات المهنية بهدف إحكام القبضة على التجمع – ليتولى هيئة مكتبه قيادات إخوانية رفيعة حتى يتخذ قرارات تصب فى مصلحة الجماعة.
وانتهجت جماعة الإخوان فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، خطة للسيطرة على النقابات المهنية، كانت متمثلة فى تصدير "نقيبا" موالى للدولة ثم السيطرة على عضوية مجلس إدارة النقابة، للاستحواذ عليه، ومن ثم تنفيذ أجندتهم داخل النقابات أيا كانت هذه النقابات، وبهذه الطريقة أو الخطة سيطر الإخوان على نقابات الأطباء والمحامين والمهندسين والمعلمين والتجاريين ونقابات أخرى عديدة فى عهد مبارك، واستمرت السيطرة بعد ثورة 25 يناير 2011، إلا أنه بعد إسقاط الجماعة الإرهابية وعزلها من الحكم من قبل الشعب المصرى فىت ثورة 30 يونيو، تم القضاء على سيطرة الإخوان على النقابات.
وعن أهمية النقابات المهنية لجماعة الإخوان الإرهابية، أكد عدد من الخبراء أن النقابات المهنية كانت تعتبر الجناح التمويلى لجماعة الإخوان خلال ٢٥ عاماً سيطرت عليها جماعة الإخوان على أهم ثلاث نقابات فى مصر وهم "الأطباء والمهندسين والمحامين"، وكانت الجماعة تستغل عناصرها في النقابات للحشد لصالح الجماعة وأقحمت النقابات في الصراعات السياسية.
وفى وصت سابق، قال الكاتب ثروت الخرباوى القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجماعة كان لديها خطة للسيطرة على النقابات المهنية وتسببت في إضعاف النقابات التي سيطرت عليها، وأشار إلى أنه بعد وفاة عمر التلمسانى، فكرت الإخوان فى تعظيم مواردها المالية، ليسندوا إلى خيرت الشاطر وآخرين الاستيلاء على نقابات مثل نقابة المهندسين لعمل معارض وشركات.
كما كشف طارق البشبيشى القيادى الإخوانى السابق، تفاصيل استغلال جماعة الإخوان الإرهابية للنقابات المهنية، مؤكدًا أن الجماعة كانت تروج لأفكار الجماعة داخل النقابات.
وأكد "البشبيشى" أن الإخوان كانت تستميت فى السيطرة على النقابات المهنية فى الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضى، لتحقيق أهداف كثيرة لصالح التنظيم، مضيفًا: "كانت الجماعة تسخر كل إمكاناتها المادية والبشرية أثناء الانتخابات النقابية فكانت قواعد الإخوان توزع الدعاية أمام اللجان، على الرغم من عدم انتمائهم للنقابة التى تجرى فيها الانتخابات، وكان المنافسون للإخوان يندهشون من وجود هذه الوجوه الغريبة على النقابة، ويشعرون بالغضب والمرارة والغربة وسط هذه الأعداد الغفيرة من الإخوان".
وأضاف "البشبيشى": " كنا نوزع الدعاية ونوزع الطعام على مندوبى مرشحى الإخوان باللجان، وكنا نستمر حتى الفرز، وإعلان النتيجة ثم نهتف، ونحتفل بصخب بعد الفوز على الرغم من عدم انتمائنا لتلك النقابة، ولكننا كنا ننتمى للإخوان".
وكشف عن هدف جماعة الإخوان من السيطرة على النقابات المهنية، قائلا: "كنا نسيطر على النقابة لكى نحولها لشعبة إخوانية نقوم فيها بتعيين موظفين تابعين للإخوان لتقليل البطالة لدى أعضاء التنظيم، وحتى لا يكون هناك غرباء ليسوا إخوانا يتابعون اجتماعات مجلس الإدارة التى تناقش فيها قضايا إخوانية كثيرا ما تكون سرية، فلا نحب أن يطلع عليها أحد من خارجنا".
وتابع : كنا نسيطر على النقابة لتسخير إمكانياتها لتبنى قضايا الإخوان السياسية مثل الترويج لفصيل فلسطينى تابع لتنظيم الإخوان، وهو "حماس"، وكنا نعقد مؤتمرات سياسية للتسويق لرموز الإخوان السياسية التى كنا ندفع بها فى الانتخابات النيابية العامة، وكنا نستعرض قوة التنظيم العددية أثناء المؤتمرات كما كان مجلس إدارة النقابة يتخذ قرارا بدفع معونات مالية من أموال النقابة لبيوت الإخوان أعضاء النقابة المسجونين على خلفية قضايا إخوانية، وكنا نسير الرحلات بأتوبيسات النقابة والرحلات إخوانية يقودها عضو من مجلس الإدارة، أيضا كنا نستغل المخيمات وأماكن التصييف بالشواطئ التابعة للنقابة، لكى نقيم معسكرات إخوانية للطلبة الإخوانيين أولقسم المهنيين فى الجماعة".
وأكد "البشبيشى" أن جماعة الإخوان لم تهتم بتطوير النقابات فى أى فترة، قائلا: "لم نهتم يومًا بتطوير المهنة أو نحقق طفرة فى خدمة الأعضاء ولكن كانت النقابات بالنسبة لنا مقرات آمنة للجماعة، وكانت كنزا ثمينًا نحرص على السيطرة عليه بكل قوة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة