لا ينسى أهالى قرية الروضة بشمال سيناء واقعة اقتحام إرهابيين لمسجد قريتهم أثناء أداء صلاة الجمعة فى 24 نوفمبر من عام 2017، كما لا ينسى جميعهم ما قدمته الدولة من جهود لصالحهم لتجاوز محنة فقد ذويهم.
وكان أكثر من 300 شهيد وقعوا ضحية هذا الحادث الإرهابى وأكثر من 120 مصابا نجوا من الحادث الذى عرف باسم مجزرة الروضة.
من بين الناجين على أبوشميط، رئيس مجلس إدارة مركز شباب شهداء الروضة، ويعمل معلما بالمدرسة الإعدادية بالقرية، روى لـ"اليوم السابع" تفاصيل معايشته لهذا الحادث الذى وقع على بعد 30 مترًا أمامه وهو يهم للحاق بصلاة الجمعة .
قال "شميط"، إنه كغيره من أبناء القرية يتسابقون فى يوم الجمعة لأداء الصلاة وكان قدره أن يتأخر قليلا فى الوقت، وكان يهم مسرعا لدخول المسجد بعد إقامة الآذان وصعود الخطيب على المنبر.
وأضاف، أنه كان على بعد 30 مترا تقريبا من موقع المسجد عندما فوجئ بإطلاق نار كثيف فى كل مكان، وأصبح الرصاص يتطاير من حوله.
وتابع قائلا إنه عاد للخلف بحثا عن مكان آمن، وسادت حالة من الهلع كل من حول المسجد، الكل يجرى بلا اتجاه وسط صراخ شديد وأصوات طلقات نيران بكثافة.
وأضاف، أنه كان فى حالة عدم اتزان وهلع وخوف من هول ما يرى من حوله، وهو ومن حوله يهرولون بلا واجهة محددة كل ما يبحثون عنه حائط يصد عنهم الرصاص.
وتابع: كل هذا استمر لدقائق بعدها توقف أصوات الرصاص وبقيت حالة الصراخ، وعدنا بسرعة للمسجد ويا هول ما رأينا.
وقال، إنه رأى ما يشيب له الولدان من جثث تغرق فى الدماء داخل المسجد، وجثث فوق بعضها عند الأبواب والشبابيك كانوا يحاولون الفرار.
واستطرد أنهم من الصدمة أصبحوا يتعاملون مع الموقف بجمود، حيث يبحثون بين المصلين عن ناجين لإسعافهم، وكلما نضع أيدينا على أحدهم نجده وقد لفظ أنفاسه الأخيرة، والذى يزيد الأمر ألما أن تجد من بين من تقلبه أب وابن وشقيق وجار وصديق وزميل عمل ومسن وطفل ومعاق؛ جميعهم قتلهم هؤلاء الجبناء بلا رحمة.
وقال على شميط ابن قرية الروضة، ومن بين الناجين من المجزرة، إنه بعد وقوع الحادث شهدت القرية تضامن الجميع معهم من أهالى وجهات مسئولة بتقديم الدعم بكل أنواعه.
وأشار إلى أن بيته كان من بين بيوت الأهالى الذين أعيد ترميم بيوتهم، حيث تم رفع كفاءة جميع منازل القرية وإنشاء مشروعات بها، مؤكدا أنهم يفخرون بشهدائهم وكانت أمنيتهم أن يكونوا استشهدوا معهم.
ولفت إلى أن الخدمات التى قدمت لهم يثمنونها، خصوصا أنها أتت لتداوى جروح نازفة لأسر فقدت العائل لها.
وتابع: أنهم فى قريتهم يتمنون أن يصل صوتهم للمسئولين لإدراج شبكات الاتصالات والإنترنت ضمن الخدمات التى يعاد رفع كفاءتها فى القرية، واستكمال الجهود التى قدمت فى توفير وحدة صحية وأطقم تمريض أن يتم توفير طبيب بالوحدة، حيث الأهالى فى أشد الحاجة لذلك.