لا يزال صدى تأجيل معرض القاهرة الدولى للكتاب ممتدًا فى مختلف أرجاء الوطن العربى، بعدما أعلنت مساء الإثنين الماضى، اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، عن تأجيل إقامة دورة المعرض الجديدة، إلى شهر يونيو 2021، نظرا للظروف الاستثنائية بسبب جائحة فيروس كورونا.
كانت نواة هذا المعرض عام 1963 فى صورة أسبوع للكتاب بمشاركة 10 ناشرين مصريين وناشرين من أربع دول عربية هم : لبنان، العراق، سوريا، والأردن، حيث تم عرض أحدث الإصدارات ولم يتم إعادة تلك التجربة مرة أخرى، حيث أقيم فى ديسمبر 1960م معرضًا للكتاب عنوانه "أسبوع الكتاب العربى" بمنطقة الفيوم التعليمية، اشتركت فيه دور النشر مثل دار المعارف ومؤسسة المطبوعات الحديثة، ودار نهضة مصر وغيرهم، وأقيمت فى هذا الأسبوع ندوات ثقافية، وكانت تكلفة هذا المعرض 150 جنيهًا فقط.
ويبدو أن نجاح الفكرة أغرى وزارة الثقافة لتعميم الفكرة فى أنحاء الجمهورية، فأقامت فى أكتوبر 1963م معرضًا للكتاب عنوانه: "أسبوع الكتاب العربى الأول" بمشاركة 48 ناشرًا وهيئة علمية، و13 ناشرًا عربيًّا من لبنان والعراق واليمن. وأعدت الوزارة للمعرض برنامجًا يوميًّا للندوات الأدبية، وأقامت فيه معرضًا لتطور الطباعة.
وهذا المعرض هو نواة معرض القاهرة الدولى للكتاب الحالي، وقد نجح الأسبوع الأول، وفى العام التالى 1964م أقيم "أسبوع الكتاب العربى الثاني" وكان الإقبال عليه أكبر من العام الذى قبله، لم يكن المعرض مقتصرًا على القاهرة فقط، بل أقيم فى الإسكندرية وبورسعيد، وأسوان وقنا وسوهاج وأسيوط، وكان يستهدف الوصول لكل محافظات مصر.
أما معرض القاهرة الحالى فتعود فكرته كما يروى د. ثروت عكاشة، وزير الثقافة، إلى اقتراح قدمه الفنان عبد السلام الشريف إليه بضرورة إنشاء معرض دولى للكتاب فى مصر، يقول د. ثروت: "فاتصلت بسوق الكتاب الدولى المعروف فى ليبزج، وأرسلت مندوب وزارة الثقافة الأستاذ إسلام شلبى للتمهيد إلى إقامة معرض شبيه به على النطاق العربي"، وكانت الدكتورة سهير القلماوى مكلفة بالإشراف على الدورة الأولى لهذا المعرض، وشارك فى المعرض 27 دولة، وأكثر من 400 دار نشر، وزارة أكثر من سبعين ألف زائر، واستمر المعرض عشرة أيام فقط وكانت فعاليات المعرض فى إطار الاحتفال بالعيد الألفى لمدينة القاهرة.
وتفرعت عن هذا المعرض معارض كتب أخرى متخصصة مثل معرض القاهرة الدولى لكتب الأطفال الذى بدأ سنة 1984 ويقام فى شهر نوفمبر من كل عام.