"وداعا مارادونا" بتلك الكلمات ودع العالم، أمس، أسطورته الكروية الخالدة، دييجو أرماندو مارادونا، بعدما رحل عن عمر 60 عاما، فى منزله عقب تعرضه لسكتة قلبية وفقا لوسائل الإعلام الأرجنتينية، وكان مارادونا قد أجرى عملية جراحية فى الأرجنتين مطلع الشهر الجارى عقب تعرضه لنزيف فى المخ، وخرج بعد 8 أيام من المستشفى، وكشف التصوير المقطعى حينها عن وجود ورم دموى يعرف باسم نزيف فى الدماغ.
مارادونا تولى تدريب فريق خيميناسيا لابلاتا الأرجنتينى وقاد الفريق فى الجولة الأولى من مسابقة كأس الدورى الأرجنتينى فى 31 أكتوبر الماضى والذى وافق عيد ميلاده الـ 60، قبل أن يدخل المستشفى بعد عدة أيام.
"مارادونا" الذى لقب بـ"الفتى الذهبى" فى شبابه، أصبحت الساحرة المستديرة وكأنها يتيمة من غيره، وأصبحت المتعة وحيدة بعدما رحل لاعبها الأمهر فى كافة العصور، وذهبت يد الله الساحرة على الأرض.. فى حياة اللاعب الفذ نشرت العديد من الكتب له وعنه، تتحدث عن مسيرته وحياته فى الكرة وحتى اعتزاله، من هذه الكتب:
مونديالى.. حقيقتى: هكذا فوزنا بالكأس
دون أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا فى كتاب "مونديالى. حقيقتى. هكذا فزنا بالكأس" ذكرياته حول تتويج منتخب بلاده بمونديال المكسيك عام 1986.
وقال الصحفى دانيل اركوكسى الذى اختاره مارادونا لتحرير الكتاب، "إنه كتاب مارادونا، كل ما فعلته هو الاستماع له والحديث معه، ومن هنا خرج محتوى الكتاب، لقد ذهبت فى يناير إلى دبى، وظللت 18 يوما معه وبعدها أخذت فى الذهاب والإياب حتى انتهينا".
وأصدرت دار نشر "سودأمريكانا" الكتاب بمناسبة مرور 30 عاما على تتويج الارجنتين بكأس العالم، ويتحدث مارادونا فى الكتاب عن الفترة السابقة للتتويج بالمونديال وعلاقته بثلاثة من رموز كرة القدم الارجنتينية آنذاك، خوليو جروندونا، رئيس الاتحاد الارجنتيني، وكارلوس بيلاردو، المدرب، ودانيل باساريا، الذى ورث منه شارة قيادة المنتخب.
مارادونا: السيرة الذاتية لأعظم النجوم وأكثرها إثارة للجدل فى كرة القدم
فى هذا الكتاب يتذكر مارادونا كيف كانت بداياته من أصوله الفقيرة إلى أعظم نجاحاته فى الميدان، يتذكر مارادونا، بصراحة وبصيرة ، أكثر اللحظات تأثيراً فى حياته، وتشمل هذه ضغوط كونك طفل معجزة، والمباراة الشائنة فى نصف النهائى ضد إنجلترا فى كأس العالم 1986، وتحول مذهل، وتحول الحلم إلى حزن فى نابولي، والعار والعار من اختباره الإيجابى للمخدرات فى الولايات المتحدة الأمريكية 1994. فى هذه السيرة الذاتية الوحشية الصادقة ، يلمح القراء الأفكار الداخلية لواحد من أكثر الرياضيين المحترفين إثارة للجدل والموهبة والمعقدة فى ذلك الوقت، لقد كان رجلاً منقسمًا بين مطالب رؤسائه فى النادى ووسائل الإعلام والمشجعين وحياته الشخصية العاصفة.
مارادونا.. يد الله
هو سيرة تحليلية كتبها المؤلف جيمى بيرنز، يرى فيها أن دييجو مارادونا هو أعظم لاعب كرة قدم فى العصر الحديث، تابع جيمى بيرنز أبحاثه فى العديد من البلدان على جانبى المحيط الأطلسي، وتمكن من الوصول إلى الدائرة الداخلية لمارادونا، والشهود الرئيسيين الآخرين، مثل اللاعبين والمديرين والمدربين والأطباء والمسؤولين.
والنتيجة قصة امتدت على الساحة الدولية، من الأحياء الفقيرة فى بوينس آيرس، حيث وُلد مارادونا، إلى الملاعب الضخمة فى الولايات المتحدة، حيث طُرد منها عام 1994 بعد أن خضع لاختبار إيجابى للمخدرات، والكتاب يرصد مارادونا فى صعوده إلى الشهرة - والشهرة السيئة – حيث لعب مارادونا لبعض أعظم الفرق فى العالم: بوكا جونيورز ونابولى وبرشلونة، وسجل بعض الأهداف الرائعة - وخدع الآخرين، لكنه أيضا لقد استفز المعجبين فى هستيريا جماعية من التملق، وأثار أعداؤه فى حملة شريرة.
مذكرات مارادونا
فى عام 2005، روى أخيرا أحد أعظم لاعبى كرة القدم فى العالم قصته بكلماته الخاصة، حيث قال فى مذكراته: أحيانًا أعتقد أن حياتى كلها فى فيلم، وأن حياتى كلها مطبوعة، لكن الأمر ليس كذلك، هناك أشياء فى قلبى فقط - لا يعرفها أحد، فى النهاية قررت أن أقول كل شيء يحتاج دييغو أرماندو مارادونا إلى مقدمة بسيطة.
فتى فقير من مدينة فى بوينس آيرس، قادته عبقريته بالكرة إلى قمة كرة القدم الأوروبية والعالمية، وصراعه مع ضغوط الحياة داخل وخارج اللعبة شدته إلى أسفل مرة أخرى. البطل أو الشرير، شيء واحد مؤكد: لقد كان أعظم لاعب كرة قدم فى جيله - وربما فى كل العصور، لم يسبق لمارادونا أن قدم لنا قصته غير العادية بكلماته الخاصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة