السينما تحول زيادة الايرادات بجذب نجوم الفريقين للتمثيل أشهرهم صالح سليم وعصام بهيج واكرامى وجمال عبد الحميد وطاهر الشيخ
لا حديث اليوم والأمس وربما لأيام مقبلة إلا عن مباراة القرن فى نهائى دورى أبطال افريقيا بين الأهلى والزمالك – اليوم الجمعة - على استاد القاهرة، ناصر سابقا، لتؤكد اللعبة الشعبية الأولى فى العالم إنها بمثابة "الفن الثامن" بعد الفنون السبعة الشهيرة العمارة والنحت والرسم والموسيقى والتأليف والتمثيل والسينما، التى اندفعت إليها باقى الفنون بعد انتشارها السريع من المدرجات إلى كل ركن فى الشارع أو البيت.
الفن ممثلا فى الغناء والتمثيل السينمائى اندفع سريعا لاستغلال شهرة اللعبة فى مصر وخاصة عقب استقرار الأوضاع السياسية لثورة يوليو 52 والتغييرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فى تلك الفترة والاقبال الجماهيرى عليها مع الانتشار السريع لوسائل الاتصال وقتها مثل الراديو وبعدها التليفزيون فى بداية الستينات، وأصبح لها بريق كالسحر فى أن يشاهد الملايين مباراة فى كرة القدم "على الهواء مباشرة" كما كان يقول ايقونة التعليق الرياضى المصرى والعربى الكابتن محمد لطيف.. وخاصة فى مباريات الأهلى والزمالك اللذان ساهما بشكل كبير فى انتشار اللعبة فى مصر وانقسام جمهور المشجعين بينهما مع وجود لاعبين كبار أمثال حمادة امام وصالح سليم وطه إسماعيل وعصام بهيج وغيرهم.
ربما يكون التشجيع بالأمس لم يتحول إلى تعصب بغيض مثل الذى نعانى منه اليوم، فقد جذبت اللعبة إلى مدرجاتها كبار الفنانين أمثال عبد الحليم حافظ وفريد شوقى وصلاح مجتمع الستينات.
ومع ذلك يأتى الفن متمثلا فى الغناء والسينما ليقتحم عالم كرة القدم وملاعب العشب الأخضر المستطيل بعد أن استهواه سرعة انتشار اللعبة وخاصة فى الخمسينات مع استقرار الاوضاع السياسية لثورة يوليو والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية وانتشار الراديو فى كل بيت وبدء تاسيس التليفزيون المصرى فى أول الستينات وإذاعة المباريات "على الهواء مباشرة" كما كان يحلو أن يقول ايقونة التعليق الرياضى المصرى والعربي الكابتن محمد لطيف، ومع وجود لاعبين مهرة وافذاذ فى الأهلى والزمالك أمثال حمادة إمام وصالح سليم وطه إسماعيل وعصام بهيج وأحمد رفعت والجوهرى وغيرهم، وانقسام التشجيع الجماهيرى بينهما.
وهنا تنطلق الشحرورة الجميلة صباح بأشهر أغنية حتى الآن فى كرة القدم لنبذ التعصب والتشجيع على الأخلاق الرياضية وهى أغنية "بين الأهلى والزمالك محتارة والله" والتى كتبها حسين السيد ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فبرغم أنها أغنية خفيفة لم تتجاوز مدة إذاعتها سوي 5 دقائق ونصف الدقيقة فقط إلا أن عبد الوهاب وافق علي تلحينها وذلك لإيمانه برسالة الأغنية حيث قامت الفنانة صباح بغنائها في فترة زواجها من الإعلامي الراحل أحمد فراج في اوائل الستينيات، حيث تزوجا في شهر أبريل من عام 1960 ولمدة 3 سنوات والتي زادتها شهرة، وتألقًا كانًا سببًا في إشعال الغيرة الفنية بين الزوجين، وتم الانفصال.
وعند سماعك لكلمات الاغنية تجدها تتحدث عن 27 مليون هاوٍ وهو عدد سكان مصر في اوائل الستينيات الأمر الذي يجعل من تلك الاغنية مستندا رسميا علي الزيادة الكبيرة في المواليد والتي يعاني منها الاقتصاد المصرى حتى الآن!.
ونالت الأغنية شهرة واسعة وقبولا كبيرا في الاوساط الكروية والفنية بل وبين كل طبقات المجتمع المصري فقد كان التليفزيون المصري يبثها بشكل مستمر في فترة التسعينيات مع عرض فيديوهات لأبرز أهداف الأهلي والزمالك في العديد من اللقاءات التي كانت تتم بينهما.
وكان أبرز نجوم الأهلي في فترة صناعة الأغنية، هم: صالح سليم، ورفعت الفناجيلي، وطه إسماعيل، وطارق سليم، بينما كان أبرز نجوم الزمالك هم عصام بهيج، ونبيل نصير، وسمير قطب، ورأفت عطية، وعلاء الحامولي.
وفى الستينات أيضا وفى عام 64 تحديدًا تقف نجمة الستينات الدلوعة مها صبرى لتشدو بأغنية "سنتر وألعب فيها جون" من كلمات سمير محجوب، والحان عبد العظيم محمد.
أما فى السبعينات ومع عودة نشاط كرة القدم بعد حرب أكتوبر تبرز أغنية "مدد شدي حيلك يا بلد" للفنان الراحل محمد نوح، والتى ظهرت للنور لأول مرة مع بداية السبعينات من القرن الماضي للشاعر إبراهيم رضوان، وكانت تحمس المصريين بسبب الأجواء السياسية التي كانت تمر بها مصر ما بين حرب 67 وانتصار 73، ولكنها أصبحت الأغنية المصرية والرسمية للمنتخب الوطني خلال خوضه مباريات تصفيات كأس العالم بالأرجنتين عام 1978.
وخلال مباراتي التصفيات بالقاهرة أمام نيجيريا وتونس، كان الفنان محمد نوح يقود الجماهير المصرية من ستاد القاهرة، ويلهب حماسهم بتلك الأغنية لدرجة أن المدرب اليوغوسلافي الذي كان يقود المنتخب آنذاك ننكوفيتش، اختار تلك الأغنية لتكون الأغنية الخاصة لتحميس اللاعبين، وبالفعل كانت الأغنية سببا في فوز مصر بالمباراتين اللاتي أقيمتا في القاهرة على نيجيريا 3-1 وعلى تونس 3-2.
وفى بداية الثمانيات وحتى التسعينات وربما حتى الآن تتحول أغنية "المصريين أهمة فى الدنيا أول أمة متحضرين ومؤمنين المصرين أهمه.. حيوية وعزم وهمة.. جيل بعد جيل متقدمين" كلمات صلاح جاهين وألحان جمال سلامة إلى العنوان الأبرز لكرة القدم وخاصة فى مشاركات المنتخب الوطنى فى البطولات الافريقية، وغناها المصريون أيضا فى الشوارع فى يناير ويونيو.
ويستمر الفن والغناء تحديدًا فى توظيف جماهيرية كرة القدم بأغنية "والله وعملوها الرجالة" التى غناها حمادة هلال عام 2006 بمناسبة فوز المنتخب القومى ببطولة أفريقيا فى مصر وأغنية اخرى "مبروك علينا" عام 2008.
وفى 2010 يغنى تامر حسنى أغنية "بحبك يا مصر" من ألحانه وكلماته وتوزيع كريم عبد الوهاب بعد فوز مصر ببطولة كأس الأمم الإفريقية.
جماهيرية كرة القدم دفعت كثير من المطربين فى الغناء لها أو حتى توظيف أغانى وطنية لحشد الشعور الوطنى خلال مباريات كرة القدم والبطولات الدولية مثل أغنية "مشربتش من نيلها" لشيرين عبد الوهاب كلمات نور عبد الله وألحان عمرو مصطفى وأغنية "لو سألتك انت مصرى" للفنانة اللبنانية نانسى عجرم كلمات مصطفى مرسى، وألحان وليد سعد، وأغنية حسين الجاسمى "مين أحن قلب لينا هي ست الحسن مصر".
وأغانى أخرى تم توظيفها خلال أحداث كروية مثل أغنية مصر فى القلوب متشالة فى فيلم العالمى غناء لؤى وألحان محمد يحيي، وكلمات محمد عاطف، وأغنية "آه يا غالية".. لحن وكلمات عزيز الشافعى وغناء هشام عباس، وأغنية أم الدنيا من كلمات أيمن بهجت قمر، ولحن محمد يحيي، وغناء محمد حماقى، ثم أغنية منتخبنا بمناسبة وصول مصر إلى كأس العالم فى روسيا عام 2018.
السينما هى الأخرى استغلت شهرة اللعبة ونجومها فى جذب الجماهير وزيادة الايرادات، فأغرت صالح سليم لأداء بطولة فيلم "الشموع السوداء" أمام نجاة وأمينة رزق وفؤاد المهندس، وفيلم "الأبواب المفتوحة" أمام فاتن حمامة، وخصصت أفلاما عن كرة القدم مثل "حديث المدينة" بطولة عصام بهيج وعلى محسن وحنفى بسطان ومحمد لطيف مع الفنانة شويكار، واستمر الحال فى السبعينات وحتى بداية الثمانينات مع اللاعبين طاهر الشيخ فى فيلم "رحلة النسيان" مع نجلاء فتحى عام 78 وإكرامى فى أفلام يا رب ولد، واحنا بتوع الإسعاف، ورجل فقد عقله أمام فريد شوقى وعادل إمام عام 80، وفيلم غريب فى بيتى بطولة نور الشريف وسعاد حسنى، وفى الألفية الثانية جاءت بعض الأفلام التى شارك فيها لاعبى الفريقين وربما أشهرها فيلم "الزمهلاوية" وظهر فيه عددٍ من لاعبى الزمالك والاهلى مثل عمرو زكي والحضري ومحمد شوقي وخالد بيبيو مع الفنانين عزت ابو عوف وصلاح عبد الله وأحمد عزمى وهالة فاخر فى محاولة جدية وفى اطار كوميدى لنبذ التعصب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة