ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة بـمسجد الرحمة بمدينة رأس البر بمحافظة دمياط اليوم، بعنوان: "الهجرة غير الشرعية والحفاظ على الأنفس"، بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتورة منال عوض محافظ دمياط، إسلام إبراهيم نائب محافظ دمياط، واللواء خالد إبراهيم مدير أمن المحافظة، واللواء محمد رأفت همام السكرتير العام للمحافظة، والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، والشيخ محمد سلامة وكيل وزارة الأوقاف بدمياط، ولفيف من القيادات الدينية والتنفيذية بمحافظة دمياط، وبمراعاة الضوابط والإجراءات الوقائية.
وفى بداية خطبته أكد وزير الأوقاف أن الهجرة غير الشرعية قد تؤدى إلى الهلاك المحقق للأنفس، وأن الحفاظ على النفس من المقاصد السامية التى أجمعت عليها جميع الشرائع السماوية، وأن قتل النفس من أعظم الكبائر، سواء كان الإنسان قاتلًا لنفسه أو لغيره، عمدًا كالانتحار أو شبه عمد كمن يخاطر بركوب سفينة متهالكة تودى به إلى الهلاك، أو كمن يخاطر بركوب سفينة تحمل فوق حمولتها الطبيعية كما يفعل تجار البشر ومجندى المرتزقة، مشيرًا إلى أن بعض الشباب قد يجادلك فيقول: إما أن أحقق الثراء الواسع الذى أحلم به، أو أموت فأستريح، يقول الشاعر:
وَلَو أَنّا إِذا مُتنا تُرِكنا لَكانَ المَوتُ راحَةَ كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنّا إِذا مُتنا بُعثِنا وَنُسأَلُ بَعدَ ذا عَن كُلِ شَيءِّ
وزير الأوقاف والهجرة خلال افتتاح المسجد
وأوضح جمعة، أنه إذا كان الموت فى سبيل الله وفى سبيل الوطن فأنت فى نعمة أما إن كان الموت قتلًا للنفس فإن الله تعالى يقول: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"، فمن أقدم على قتل نفسه كان أشد جرأة على قتل الآخرين، والأديان كلها حريصة على سلامة الأنفس، مؤكدًا أن حرمة الدول كحرمة البيوت لا تُدخل إلا بإذن، فكما لا يجوز لك أن تدخل بيت أحد إلا بإذنه، فإنه لا يجوز لك أيضًا أن تدخل بلدًا إلا بإذن أهلها المعتبر من الجهة المخولة قانونًا بذلك، وليس من خلال العصابات أو جماعات التهريب، حتى لو كانوا من أهل البلد التى تريد دخولها، محذرًا الشباب من الوقوع فى أيدى الجماعات الإرهابية.
كما أكد وزير الأوقاف أنه يجب علينا أن ننسب الفضل لأهله، فالدولة المصرية فى السنوات الخمس الأخيرة أحدثت نقلة نوعية فى تحسين الأحوال المعيشية والبنية التحتية لأبنائها، وأقامت مشروعات كبرى قد حدت إلى حد كبير من الهجرة غير الشرعية، واستطاعت أن تحول مراكب الموت إلى مراكب النجاة وأطلقت مبادرة "مراكب النجاة"، ولكى نعظم من هذه المبادرة على المستوى الوطنى والإنسانى لابد من مزيد من الجهد ولابد أن نعمل وبقوة وبتدين وبوطنية على تشجيع المنتج الوطنى.
وزير الأوقاف والهجرة خلال افتتاح المسجد
وأوضح جمعة، أنه لابديل عن تشجيع المنتج الوطنى بيعًا وشراء واستخدامًا وتجارةً، فالمستهلك عليه أن يعظم اقتصاد بلده بتشجيع المنتج الوطنى، والعامل والصانع ورجل الأعمال يجب عليهم أن يجودوا الصنع، وأن يعملوا على تقوية الاقتصاد الوطنى، فتقوية الاقتصاد الوطنى يسهم فى مزيد من فرص العمل أمام شبابنا لنجنبهم الهجرة خارج بلادهم، مخاطبًا المجتمع الدولى بحتمية تشديد الخناق ومحاسبة الدول الراعية للإرهاب والمشجعة للهجرة غير الشرعية التى تجند المهاجرين غير الشرعيين لصالح الجماعات الإرهابية، فالإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا ملة له ولا خلق له ولا حدود له، فهو عابر للحدود والقارات يأكل من يأويه ويدعمه إن اليوم أو غدًا، ومن يتردد فى مكافحة الإرهاب لابد أن يكتوى بناره.
وزير الأوقاف والهجرة خلال افتتاح المسجد
واختتم وزير الأوقاف:" أنه على العالم وعلى الدول ذات الاقتصاديات الكبيرة ألا تنسى الدول الفقيرة سواء من حيث التكافل الإنسانى أم من حيث الاستثمار فى هذه الدول، فالذى يُخرج الشباب من دولهم هو ضعف فرص العمل، فعندما يتكافل العالم يحدث التوازن والاستقرار، لأن العالم كركاب السفينة إما أن تنجو - وهذا لا يتأتى إلا بتكافل إنسانى وتعاون مع تخلص البشرية من الأنانية - وإما أن يستشرى الإرهاب وتغرق السفينة بكل من فيها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة