من المعلوم أن حركة حماس تأسست تحت هذا الاسم رسميا، عام 1987 وتعتبر نفسها امتدادا عضويا لجماعة الإخوان الإرهابية، وقبل ذاك التاريخ كانت الحركة تعمل فى الخفاء تحت مسمى "المرابطون على أرض الإسراء" تارة، و"حركة الكفاح الإسلامى" تارة أخرى.. وكان البيان التأسيسى الأول للحركة عام 1987 يتركز فى تحرير الأرض، والدفاع عن المقدسات، وأن القدس عاصمة أبدية، وعدم التدخل فى شئون الغير.
وتعالوا نقيم ذلك البيان التأسيسى، ونسأل: هل تحقق منه شيء حتى كتابة هذه السطور؟! نستطيع وبضمير مستريح، وطمأنينة وأمانة فى السرد، أن نقول وبصوت زاعق، أن الحركة تسببت فى تدمير القضية الفلسطينية، وزادت من الفرقة والتشرذم، وساهمت بقوة فى أن تستحوذ إسرائيل على معظم الأراضى الفلسطينية، نظرا لتصرفات الحركة الصبيانية، من خلال إطلاق صاروخ لا يؤثر إلا فى إحداث حفرة سطحية فى أحد شوارع حيفا، فيأتى الرد الإسرائيلى قويا، ويدفع الأبرياء من العجائز والأطفال الفلسطينيين الثمن.
والحقيقة، أن الحركة تهدف من إطلاق صاروخ هنا، أو رصاصة طائشة تصيب جنديا إسرائيليا هناك، للظهور باعتبار الحركة مناضلة، وتعمل على تحرير القدس، وهو الهدف الظاهرى، أما الهدف الخفى، فإن كل قيادات الحركة الإخوانية، لا تبحث عن تحرير القدس ولا الأراضى الفلسطينية، انطلاقا من أن حماس وكونها امتدادا طبيعيا عضويا لجماعة الإخوان، لا تؤمن بفكرة الوطن ذات الحدود الواضحة المعالم، وإيمانهم فقط، بأستاذية العالم، أى حكم العالم، لا يهمها سوى جمع التبرعات، والاستحواذ على المساعدات، والاستمرار فى السلطة، حتى ولو على أنقاض كل المدن الفلسطينية، وهو الهدف الخفى والواضح.
قيادات حماس واثقون أن حل القضية سيحرمهم من كعكة التمويلات والإقامة فى القصور والفنادق الفاخرة فى دولتى قطر وتركيا، وهذه الحقيقة المزعجة للبعض لن تغير من الواقع شيئا، مهما حاولوا من عمليات تجميل لإخفائها.. وهى الحقيقة التى فجرها من قبل المحلل الإسرائيلى «إيدى كوهين» الباحث فى جماعة «بار إيلان» عندما وجه اتهامات لهذه القيادات بالمتاجرة بالقضية، وقال نصا: «إن حركة قادة النضال الذين يطالبون بمقاطعة إسرائيل، يسهرون فى الكباريهات والملاهى الليلية الإسرائيلية كل يوم جمعة، كما أن معظمهم الذين يرفعون شعار ضد التطبيع مع تل أبيب، يضعون كل أموالهم فى البنوك الإسرائيلية».. ووضع المحلل الإسرائيلى يده على الجرح، وضغط بكل قوته، عندما قال: القادة الفلسطينيون لا يريدون أن تقوم دولة فلسطينية، لأنهم يتاجرون بالقضية صباحًا ومساء وطوال نصف قرن، للحصول على كعكة المساعدات.
وبعيدا عن قول الشاعر العربى الكبير أبو الطيب المتنبى، الذى قال: وإذا أتتك مذمتى من ناقص.. فهى الشهادة لى بأننى كامل»، فإن المحلل الإسرائيلى العدو قال الحقيقة الموجعة والمؤلمة لكل عربى، ولم يكذب فى شىء، فجميعنا نعى ونعلم هذه الحقيقة.
أيضا، هناك مليون دليل ودليل على هذه الحقائق الكارثية، منها أن حماس وكتائبها القسام، يعطون ظهورهم لإسرائيل، ولا يطلقون طلقة واحدة نحو تل أبيب لتحرير الأقصى، وسخرت جهودها، فقط، لمحاربة الجيش المصرى فى سيناء، من خلال تنفيذ عمليات غادرة ومغلفة بالخسة والنذالة.
نعم حماس متورطة فى ما يحدث فى سيناء، وكل همها الدفاع عن أبناء حسن البنا، خاصة عقب ثورة 30 يونيو 2013 والتى أطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية، حيث بدأت خطة تصعيد العمليات الإرهابية ضد الجيش المصرى فى سيناء، بمبادرة من خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس».
ورغم ذلك، نحن نبكى على القدس، ونبكى على كل شبر من الأراضى الفلسطينية محتل، فى حين يتنازع ويتناحر كل قيادات حماس للاستحواذ على كعكة السلطة والتمويلات القادمة من الخارج، ولا يريدون حلا للقضية!!
ولك الله يا قدس..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة