"عشت سنين فى الشارع، جالى المرض والعجز، مبسوط ومرتاح هنا بس كل حلمى أعمل تغيير مفصل عشان أقدر أمشى".. هكذا بدأ محمد المراكبى أحد نزلاء دار بسمة للإيواء فى وصف رحله حياته التى قضى أكثر من نصفها بلا مأوى .
عم محمد عبد اللطيف الرجل الستينى الذى اشتهر باسم محمد المراكبى لمهاراته فى تصنيع المراكب والسفن من علب الصفيح، يقول إنه كان سعيدا بزيارة الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن للدار اليوم، وأنه من كرم أهل الشرقية التهادى لمحبيهم وأيضا تعبيرا عن تقديره لجهودها المبذولة فى رعاية الكبار.
وكانت وزيرة التضامن، قد عبرت عن فرحتها بالمركب المصنعة من الصفيح أهدها محمد المراكبى أحد نزلاء دار بسمة، قائلة: "هدية مقبولة وهشيلها على رأسى" وأعربت عن سعادتها وداعبته بقولها "أنت بتصنع مركب تيتانيك"، وحرصت على التقاط صور مع المراكبى معلنة دعمها لموهبته.
وعن قصة عم محمد المراكبى ورحلة وصوله للدار يقول: إنه تعرض لظروف اجتماعية أدت إلى أن يقيم بالشارع لسنوات، وأنه تعرض خلالها لحادث سير نتج عنه كسور بالمفاصل وأقعدته عن الحركة، وأنه خلال تلك الفترة كان يلاحظ أحد الباعة بالسوق يدق على الصفيح ويشكلها على شكل ألعاب ومراكب، فاستحوذت على اهتمامه، وبدأ فى تنفيذها.
ويكمل أنه قبل سنوات، شاهده أحد شباب دار بسمة وهو يقيم بالشارع، وعرض عليه الانتقال للدار، مؤكدا أنه منذ وصوله وهو يحظى باهتمام ورعاية من المشرفين والذين يوفرون له أدوات العمل من علب الصفيح، أنه يقضى يومه فى التصنيع.
وقال لـ"اليوم السابع"، إنه ليس له أى أحلام سوى أن تجرى له فحوصات طبية وعملية لتغيير مفاصل القدم ليستطيع الحركة بشكل طبيعى مرة أخرى.
وكانت افتتحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، مجمع رعاية الأطفال والكبار فاقدى الرعاية، والذى يعد التجربة الأولى التى تطبق بمصر، لدمج الكبار والأطفال بلا مأوى، يرافقها الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية.
والدار تضم 41 سيدة 73 رجلا متوسط أعمارهم 50 أما والأطفال عددهم 42 أقل من 18 سنة، ويشاركون بالأنشطة الترفيهية والاجتماعية والصلوات وتحفيظ القرآن، وذلك فى جو أسرى يهدف لتنمية روح الأسرة لدى الكبير والصغير.
وفضلا عن وجود مشرفين مختصين بالرعاية النفسية والاجتماعية، وكذلك الإشراف على العناية الشخصية للنزلاء وتعديل السلوك لدى البعض منهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة