نبدأ اليوم مع الكاتب العراقى "خزعل الماجدى" المولود فى 1951 قراءة عدد من كتبه البحثية التى تهتمت بالتاريخ وما يتعلق به من دراسات وأبحاث، ونتوقف اليوم مع كتابه "تاريخ الخليقة".
وحسبما جاء فى الكتاب فإنه يروى الكتاب قصة الخليقة من وجهة نظر العلم فقط، ويصلح مقدمة لمعرفة تاريخ الحضارات التى أنشأها الإنسان لأنه سيجعلنا نفهم مغزى التطور البطيء والمعقد لهذا الوجود، وسيدفعنا لتصور واضح عن هذه الحضارات، التى هى آخر سلسلة فى تطور الوجود الحالى الذى ما زال يتطور ويتغير كل يوم، وهى نتاج كائن ما زال ملتبساً يسكنه الجهل، والنزعات التعصبية الضيقة، والغرائز المنفلتة، وما يزال غير قادر على التعايش مع بعضه الآخر، رغم كل هذا الشوط الكبير الذى قطعه تاريخ الحضارات.
وينتاب من يقرأ هذا الكتاب شعورٌ بالراحة وربما التطهّر من جهةٍ، لأنه سيغسل عن عقله وروحه كل الأفكار الوهمية الموروثة عن نشأة الكون والأرض والحياة والإنسان، وشعورٌ بالتواضع من جهةٍ أخرى، لأنه سيعرف أن الإنسان كائن عادى فى سلسلة طويلة من الكائنات التى ما يزال بعضها يعيش معه وميزته أنه يمتلك نعمة العقل، وأن الأرض ليست مركز الكون بل هى حبّة رمل مهملة فى ذراع بعيد من أذرع إحدى المجرات، وأن الكون، هو الآخر، فقاعةٌ عملاقة ما زالت تنتفخ وستخمد وتنكمش وتختتفى ذات زمان.
العلمُ هو الذى يجعل الإنسان طاهراً ومتواضعاً، وهو الذى يجعله يكتشف الحقيقة بلا زيف ولا رتوش، أما النشاطات الأخرى كالفلسفة والشعر والأدب والفن واللعب...إلخ فهى تقنيات توازن سايكلوجى للإنسان تبث فيه التأمل والنشوة، قبل وبعد أن يعرف الحقيقة التى يكشفها العلم، فهى ليست معنيةً، على وجه الدقةِ، بكشف حقيقة ما جرى وما يجري.
ويحاول هذا الكتاب الإجابة عن أسئلة مهمة منه: هل تاريخ الكون منذ بدايته حتى زمننا هو 13.7 مليار سنة؟ هل تاريخ الأرض هو 4.5 مليار سنة؟ هل تاريخ الحياة هو 4 مليار سنة؟ هل تاريخ الإنسان هو 2.5 مليون سنة؟ متى وكيف بدأت هذه التواريخ وكيف ستنتهى؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة