تساهم السجون، البعيدة عن إعادة تأهيل الإرهابيين أو المجرمين العادين، فى تطرفهم، وهناك العديد من الحالات التى تم تسجيلها فى أوروبا، الأخير فى فيينا، وفى إسبانيا أيضا ولذلك كان لابد من إجراء عدة عمليات فى مراكز السجون لتفكيك المنظمات المكرسة لتطهير السجناء.
ويعتبر كوجتيم فيزولاى، الإرهابى الذى قُتل فى فيينا، ويحمل الجنسيتين النمساوية والمقدونية، كان فى العشرين من عمره أحد الوجوه المعروفة لدى قوات الأمن لكونه من اتباع تنظيم داعش الإرهابى، وفى ابريل 2019، حكم عليه بالسجن لمحاولته السفر إلى سوريا للانضمام للتنظيم الإرهابى، وفى 5 ديسمبر تم اطلاق سراحه، حسبما قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية.
وقالت الصحيفة فى تقرير نشرته عن التطرف فى السجون، أن نتيجة الافراج عن ذلك الإرهابى، تتحدث عن نفسها، بطبيعة الحال، فإن إقامته فى السجن لم تؤد إلا إلى اعادة تأكيد تشدده الإرهابى.
وتكررت حالات مثل حالة فيزولاى فى بلدان أخرى من القارة القديمة مثل المملكة المتحدة، حيث حدثت أربع حالات مماثلة، فى يونيو، فى بلدة ريدينج، قُبض على المواطن الليبى جيرى سعد الله، 25 عامًا، بعد أن قتل ثلاثة أشخاص، وبسكين فى يده، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بالغة، كما أمضى فترة طويلة فى السجن، حيث تحول إلى التطرف من خلال الشبكات الإرهابية التى "تجمع" الإرهابيين المحتملين.
فى يناير، طعن اثنان من الإرهابين أربعة مسؤولين فى سجن وايتمور فى كامبريدجشير. كان أحد المهاجمين هو بروستوم زيامانى البالغ من العمر 24 عامًا، وقد أدين بالتخطيط لعمل إرهابى فى عام 2015. وبعد شهرين، أطلق سوديش عمان، البالغ من العمر 20 عامًا، والذى أطلق سراحه قبل عشرة أيام فقط، بعد أن خدم نصف حياته، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وأربعة أشهر لارتكابه جرائم إرهابية، ونفذ هجومًا آخر فى جنوب لندن، كان يرتدى سترة ناسفة وهاجم ثلاثة أشخاص قبل أن يقتلهم ضباط الشرطة. كان من المؤيدين المتعصبين للتنظيم الإرهابى والهجمات العشوائية.
وفى نوفمبر من العام الماضى، كان عثمان خان، وهو محكوم سابق آخر خرج حديثًا من السجن، حيث كان يقضى عقوبة بارتكاب جرائم إرهابية، والذى طعن دون تمييز المارة الذين كانوا يتجولون عبر جسر لندن. قتل شخصين وأصيب ثلاثة آخرون. وكان قد أدين فى عام 2012 بأعمال إرهابية وأفرج عنه من السجن فى ديسمبر، وبالمثل، فإن كاتب الهجوم على سوق عيد الميلاد فى ستراسبورج فى عام 2018 والذى خلف خمسة قتلى، شريف شكات، وأدين 27 مرة بالسرقة وأعمال العنف وسُجن مرتين فى فرنسا، بالإضافة إلى آخرين فى سويسرا وألمانيا. لقد حدث تطرفه بعد دخوله السجن. صلاته بـ "الإرهاب" لم تلحظها المخابرات.
وأشار التقرير إلى أن هناك المزيد من الحالات التى تثبت أن سياسات إعادة الإدماج فى السجون التى تطبقها الدول الغربية لا تعمل فى حالة الإرهاب، ولذا فهو معترف به من قبل العديد من المتخصصين فى هذا المجال الذين استشارتهم الصحيفة الإسبانية، والتدبير العملى الوحيد الذى يجب تنفيذه فى ضوء المشكلة التى تنشأ فى المجتمعات الغربية، هو أنه بمجرد أن يقضوا فترة العقوبة، يتم طردهم إلى بلدانهم الأصلية (الأجانب) أو إخضاع المواطنين لرقابة صارمة، مصرح بها من قبل القضاة، لتجنب إعادة الإساءة، لا يتعلق الأمر بالحد من حقوقهم، بل يتعلق بحماية حقوق الآخرين، وخاصة الحق فى الحياة، وعدم التعرض لاعتداءات الأفراد المتعصبين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة