أكرم القصاص

الانتخابات الأمريكية.. تراجع سلطة الإعلام التقليدى لصالح «السوشيال ميديا»

الخميس، 05 نوفمبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بسبب تصويت نحو 100 مليون بالبريد، طبيعى أن يتأخر إعلان نتائج بعض الولايات الحاسمة، لكن أيا كانت نتائج الانتخابات بين دونالد ترامب وجو بايدن، فقد مثلت هذه الانتخابات نقطة فاصلة فيما يتعلق بإعادة تقييم استطلاعات الرأى، وآليات الدعاية والتسويق السياسى، فضلا عن تقييم ثقل الإعلام الأمريكى، والذى مثل، حتى وقت قريب، سلطة يصعب على أى سياسى تجاهلها أو التصادم معها، مثلما جرى مع الرئيس دونالد ترامب، والذى قضى أربع سنوات فى صدام مع الصحافة وأغلب الفضائيات، بل إنه استغنى عن الإعلام التقليدى بحسابه على «تويتر»، وهو ما يمنح أدوات التواصل قوة تأثير تنافس الإعلام التقليدى من صحافة ومحطات فضائية، ظلت تسيطر بشكل كبير على مسارات الإعلام والدعاية السياسية طوال عقود. 
 
وللمرة الثانية، تختلف نتائج التصويت عن استطلاعات الرأى، فى المرة الأولى خسرت مؤسسات استطلاع الرأى مع هيلارى كلينتون، حيث توقعت الاستطلاعات اكتساحا لهيلارى، وفاز ترامب، ومرة أخرى تواصلت توقعات استطلاعات الرأى والصحف والفضائيات الكبرى وتوقعت خسارة واضحة لترامب والجمهوريين، مقابل فوز سهل لبايدن، لكن الأمور لم تجر بنفس الوتيرة، ولا السيناريوهات التى رسمها صناع التوقعات الكبار فى الولايات المتحدة، واستمرت المنافسة حتى اللحظات الأخيرة، وفى حالة فوز بايدن فهو فوز صعب وبالاستناد إلى التصويت بالبريد وسط تشكيك من ترامب، واتهامات بوقوع تلاعب، وهو خلاف وصل إلى المحكمة العليا. 
 
وبصرف النظر عن النتيجة، فقد الإعلام الأمريكى نقاطا فيما يتعلق بالتأثير، حيث خاض صراعا طوال 4 سنوات بشكل منحاز ضد الرئيس دونالد ترامب، وهو صراع لم يكن أى رئيس سابق يمكنه خوضه من دون أن يفقد الكثير من فرصه الانتخابية، لكن بالرغم من التوتر بين البيت الأبيض والإعلام، ظل ترامب قادرا على المنافسة، وتسجيل نتيجة متقدمة فيما يتعلق بالسباق الانتخابى.
 
ويتوقع أن تتغير الثقة والنظرة إلى مؤسسات استطلاع الرأى، فى الولايات المتحدة مستقبلا، وهى المؤسسات التى سيطرت على توجيه الرأى العام طوال عقود، ونجحت فى تسويق سلع وأشخاص وسياسات، لكنها اليوم تتراجع لصالح السوشيال ميديا، التى أصبحت جزءا من أى معادلة، بعيوبها وميزاتها، حيث تصعد أدوات التواصل وتمتلك قدرة على التأثير، وهو ما دعا المرشحين إلى محاولة استغلال الأدوات، وفى الوقت ذاته مواجهة انفلاتها الذى يقود إلى تشويش أو تلاعب، حيث اتفق كلا المرشحين، ترامب وبايدن، على أهمية مراجعة المادة 230 التى تحمى شركات التواصل الاجتماعى من المسؤولية لمنشورات المستخدمين على منصاتهم، وبدأت الشركات اتخاذ إجراءات ووعود بإيقاف الأخبار المزيفة، والإعلانات، فى محاولة لكبح جماح الاتهامات الموجهة إليها بالتدخل فى الانتخابات والرأى العام.
 
لقد أصبحت أدوات التواصل الاجتماعى شاهدا على تحولات السلطة فى العالم، وليس فى الولايات المتحدة فقط، من حيث تغيير أمزجة الناس ودفعهم لاتخاذ رأى أو تقبل سلعة أو شخص، وهو أمر يفترض أن تنتبه إليه السلطة التقليدية فى وقت أصبحت فيه السياسة أكثر تعقيدا، وبالتالى من الوراد أن ينجح بعض من يستخدمون أدوات التواصل فى ترويج أفكارهم بشكل أكبر ممن يستندون إلى الطرق التقليدية، بل إن الإعلام التقليدى يفتقد نقاطا لصالح الأدوات الأحدث، وهى خطوات تحدث للمرة الأولى منذ ظهور الإذاعة كأول طريق للإعلام يؤثر فى من لا يمكنهم القراءة والكتابة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة