شاهدت، صباح اليوم، فيديو لشاب أمريكى مصاب بمرض السرطان، وهو يلاعب طفلته الصغيرة مسجلًا لها لحظة من حياتهما معا، فقد كان يعرف أنه سيموت قريبا بسبب اشتداد المرض عليه، قال إن الله سيرعى طفلته، وقال إنه فى محنته "عرف الله".
كان الرجل الذى مات بالفعل بعد 3 أشهر من تصوير الفيديو، حسبما أعلن القائمون على نشر الفيديو، صادقا فى قوله، هذا ما وضح لي وظهر، فلم يكن يتحدث عن الله فى غضب ولا فرح، بل كان يتحدث بيقين.
واليقين، مرحلة مهمة، ليس الوصول إليها سهلا، فالله سبحانه وتعالى يضعنا فى اختبارات دائمة، هذه الاختبارات بالطبع ليست جميلة، وظاهرها يشير إلى هم وغم، وظاهرها الألم، معظمنا عندما يتعرض لذلك يثور ويغضب وينقم، وقليلنا يدرك الحكمة من هذه الاختبارات، ويبصر النعمة فيها، أما قليل القليل فهم الذين يرون رضا الله فيما يقع لهم، هذا الرضا الإلهى هو السبيل الطيب للعبور على الألم ومجابهة الصعاب والوصول إلى اليقين.
ويأتي اليقين عندما نرى ضعفنا بعد قوتنا، وحزننا بعد فرحنا، وقلة حيلتنا بعد ظننا، أي أنه يأتي ليكشف الظن، يضعه أمام اختبار، فنعرف أن كل تصوراتنا عن أنفسنا هى وهم، وأن الحقيقة تكمن فى ابتسامة طفل وعطف أم، ورحمة أب، وغفران رب.
وبعيدا عن كل نظريات الفلاسفة فإن اليقين يأتى عندما نقترب خطوة من معرفة الله، وذلك بعدما تتفجر داخل أجسادنا الضعيفة رغبة عارمة فى القبض على الحقيقة.