ما قصة أول سهم رمى فى سبيل الله؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

الأحد، 08 نوفمبر 2020 05:00 م
ما قصة أول سهم رمى فى سبيل الله؟.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخلت الحياة فى المدينة المنورة بعد هجرة النبى صلى الله عليه وسلم إليها، لقد واصل المشركون التربص بـ النبى والمسلمين، لذا كان على المسلمين الرد، لكن ماذا عن أول سهم ألقى به فى سبيل الله، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "سرية عبيدة بن الحارث"

قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله ﷺ فى مقامه ذلك بالمدينة عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصى فى ستين - أو ثمانين - راكبا من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد، فسار حتى بلغ ماءً بالحجاز بأسفل ثنية المرة فلقى بها جمعا عظيما من قريش، فلم يكن بينهم قتال إلا أن سعد بن أبى وقاص قد رمى يومئذٍ بسهم، فكان أول سهم رمى به فى سبيل الله فى الإسلام ثم انصرف القوم عن القوم، وللمسلمين حامية.
 
وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهرانى حليف بنى زهرة، وعتبة بن غزوان بن جابر المازنى حليف بنى نوفل بن عبد مناف، وكانا مسلمين ولكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار.
 
وقال ابن إسحاق: وكان على المشركين يومئذٍ عكرمة بن أبى جهل.
وروى ابن هشام، عن أبى عمرو بن العلاء، عن أبى عمرو المدنى أنه قال: كان عليهم مكرز بن حفص.
قلت: وقد تقدم عن حكاية الواقدى قولان:
أحدهما: أنه مكرز.
والثانى: أنه أبو سفيان صخر بن حرب، وأنه رجح أنه أبو سفيان فالله أعلم.
ثم ذكر ابن إسحاق القصيدة المنسوبة إلى أبى بكر الصديق فى هذه السرية التى أولها:
أمن طيف سلمى بالبطاح الدمائث * أرقت وأمر فى العشيرة حادث
ترى من لؤى فرقة لا يصدها * عن الكفر تذكير ولا بعث باعث
رسول أتاهم صادق فتكذبوا * عليه وقالوا لست فينا بماكث
إذا ما دعوناهم إلى الحق أدبروا * وهروا هرير المحجرات اللواهث
القصيدة إلى آخرها، وذكر جواب عبد الله بن الزبعرى فى مناقضتها التى أولها:
أمن رسم دار أقفرت بالعثاعث * بكيت بعين دمعها غير لابث
ومن عجيب الأيام - والدهر كله * له عجب - من سابقات وحادث
لجيش أتانا ذى عرام يقوده * عبيدة يدعى فى الهياج ابن حارث
لنترك أصناما بمكة عكفا * مواريث موروث كريم لوارث
وذكر تمام القصيدة وما منعنا من إيرادها بتمامها إلا أن الإمام عبد الملك بن هشام (رح) وكان إماما فى اللغة ذكر أن أكثر أهل العلم بالشعر ينكر هاتين القصيدتين.
قال ابن إسحاق: وقال سعد بن أبى وقاص فى رميته تلك فيما يذكرون:
ألا هل أتى رسول الله أنى * حميت صحابتى بصدور نبلي
أذود بها أوائلهم ذيادا * بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رام فى عدو * بسهم يا رسول الله قبلي
وذلك أن دينك دين صدق * وذو حق أتيت به وفضل
ينجى المؤمنون به ويخزى * به الكفار عند مقام مهل
فمهلا قد غويت فلا تعبنى * غوى الحى ويحك يا ابن جهل
قال ابن هشام: وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لسعد.
قال ابن إسحاق: فكانت راية عبيدة - فيما بلغنا - أول راية عقدها رسول الله ﷺ فى الإسلام لأحد من المسلمين.
وقد خالفه الزهرى وموسى بن عقبة والواقدى فذهبوا إلى أن بعث حمزة قبل بعث عبيدة بن الحارث والله أعلم.
وسيأتى فى حديث سعد بن أبى وقاص: أن أول أمراء السرايا عبد الله بن جحش الأسدي.
قال ابن إسحاق: وبعض العلماء يزعم: أن رسول الله ﷺ بعثه حين أقبل من غزوة الأبواء قبل أن يصل إلى المدينة وهكذا حكى موسى بن عقبة عن الزهرى. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة