على بعد قرابة 35 كيلو متر غرب مدينة الشلاتين، جنوب محافظة البحر الأحمر أقام مجموعة شباب من الشلاتين حفلة شواء والتى يسمونها "بالسلات" وكذلك مشروب الجبنة الشهير عند قبائل حلايب وشلاتين، وذلك على ضفاف بحيرات المياه التى تسببت فى تكوينها مياه الأمطار والسيول.
من جانبه قال على حامدون، أحد ابناء الشلاتين، أنه تم التنظيم لحفل سلات وجبنة احتفالا بسقوط المياه والأمطار وذلك بوادى كريجع الواقع غرب مدينة الشلاتين حيث تم تجهيز اللحم لعمل السلات، وكذلك تجهيز مشروب الجبنة على ضفاف بحيرات التى تكونت بفعل المياه والأمطار.
واضاف حامدون فى تصرحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم التجهيز لوجبة السلات المعروفة والتى يقوم بها أهالى القبائل بحلايب وشلاتين فى احتفالاتهم وأفراحهم، وهى عبارة عن شواء اللحم الضانى، بعد تصفية العظم منه، على نوع من الحجارة المحماة، وهى حجارة البازلت الموضوعة على طبقة من الجمر.
وتابع أن السلات من أشهر وأشهى الأكلات فى حلايب وشلاتين، وأن عملية إعداد وجبة السلات تبدأ بعد تجهيز المكان المخصص لإعدادها من خلال جمع أحجار البازلت وغسلها ومن ثم إشعال الفحم والحطب فى نقطة دائرية، وعند اشتعال النار توضع أحجار البازلت فوق الفحم حتى تصبح جمرًا.
وكشف حامدون أن بالنسبة لمشروب الجبنة الذى يعد المشروب الرسمى لقبائل حلايب وشلاتين يتم تجهيزه بدق البن والحبهان وسط جلسات الأصدقاء والشباب، حيث يتم تجهيزه داخل إناء مصنوع من الفخار، حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بنى غامق، وتستغرق عملية التحميص 3 دقائق، وخلالها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة المطلوبة وطحن ودق تلك المواد جيدا.
وأوضح أن الأدوات التى تستخدم فى الجبنة متواجدة فى كل بيت من بيوت أهالى الجنوب وكأنها شئ أساسى، وتلازمهم تلك الأدوات فى كل مكان عند رعى الجمال والأغنام فى الأودية الجبلية بالنسبة لرعاة الجمال وكذلك مع صيادوا الأسماك يصطحبونها فى مراكبهم التى تستمر الرحلة بها ما يقرب من 10 أيام فى عرض البحر.
وأشار إلى أنه عقب سقوط الأمطار يقوم شباب القبائل بالتجول داخل الأودية المختلفة لاكتشاف أماكن سقوط الأمطار والسيول لتكون بعد ذلك مكان لرعى الإبل والأغنام والتى تتبعها انتشار للعشب .
يذكر أن مطلع الأسبوع الماضى شهدت المناطق الجبلية المختلفة بحلايب وشلاتين سقوط أمطار غزيرة أدت لتكون بحيرات المياه وهذا ما استقبله أهالى المنطقة بالفرحة والترحاب، والذى يعقبها انتشار المراعى المختلفة .
وينتظر أهل البادية بشائر فصل الشتاء بشئ من الشغف والفرحة ليسقط المطر وتكتسى الصحراء باللون الأخضر، وتنتشر المراعى فى كل ربوع الأودية الصحراوية، ويعد ظهور العشب وانتشار المراعى حياة بعد موت حل على كل نبات فى فصل الصيف، وتسمن الإبل والأغنام وتزدهر حركة بيعها وشرائها فى الأسواق ويجنى أهل البادية الخير من لبنها ولحومها.
حلول فصل الشتاء سقوط الأمطار له شئ من التراث عند أهالى البادية فى حلايب وشلاتين، الجميع مرتبط به الصغير والكبير والسيدات والرجال، وكانت هناك أغانى تراثية تغنى خصيصا للمطر ودعوات إلى الله لسقوطه وانتشار المراعى فى الصحراء، تلك التراث ارتبط كثيرا بالصغار حتى شبوا وأصبحوا يقصوه لأبنائهم ومازالت أفعالهم ودعواتهم وأغانيهم يتوارثها ابنائهم من بعدهم.